ألمانيا تُحذّر: تطبيق "Deep Seek" يُرسل بيانات حساسة إلى الصين

ألمانيا تُحذّر: تطبيق "Deep Seek" يُرسل بيانات حساسة إلى الصين

في تصعيد كبير للمخاوف المتعلقة بالخصوصية الرقمية، أصدرت المكتب الاتحادي الألماني لأمن المعلومات (BSI) تحذيرًا عاجلاً للمواطنين والمؤسسات الحكومية بشأن التهديد المتزايد الذي يمثله التطبيق الشائع "Deep Seek". فقد تم تحديد أن هذا التطبيق، الذي تجاوز عدد تحميلاته 100 مليون حول العالم، يقوم على ما يبدو بنقل بيانات المستخدمين الحساسة إلى خوادم في الصين، في انتهاك محتمل للخصوصية الشخصية وأمن الدولة.

وبهذا، تكون ألمانيا أول دولة أوروبية تصدر تحذيراً علنياً بشأن البنية الأمنية وإدارة البيانات الخاصة بتطبيق Deep Seek، في خطوة قد تؤدي إلى تداعيات واسعة في الاتحاد الأوروبي وربما تؤثر على الأطر التنظيمية العالمية.


ما هو تطبيق Deep Seek؟

ظهر تطبيق Deep Seek في أواخر عام 2024 كمنصة بحث ذكي واكتشاف محتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي. سرعان ما لاقى شعبية كبيرة بين جيل الشباب لما يقدمه من توصيات ذكية وتحديثات آنية للأخبار والمحتوى.

من بين مزاياه:

  • خلاصة أخبار شخصية مخصصة

  • تحليلات متولدة بالذكاء الاصطناعي

  • مساعد افتراضي يقدم اقتراحات تنبؤية

جعلته هذه الميزات يتصدر قوائم التحميل في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومع ذلك، بدأ خبراء الأمن السيبراني في ملاحظة مؤشرات مقلقة خلف الواجهة البرّاقة.


التحذير من السلطات الألمانية

نشرت الـBSI تقريرًا مفصلًا بعد تحقيق استمر شهراً، حيث كشفت عن قيام التطبيق بجمع كمية هائلة من البيانات الشخصية تتجاوز ما تم الإعلان عنه في سياسة الخصوصية الخاصة به.

ومن بين البيانات التي تم جمعها:

  • تتبع الموقع الجغرافي في الوقت الفعلي حتى عند عدم استخدام التطبيق

  • تسجيلات صوتية في الخلفية

  • الوصول إلى جهات الاتصال وبيانات الاتصالات

  • صلاحيات واسعة مثل الكاميرا والميكروفون والتخزين الداخلي

  • تتبع أنماط استخدام التطبيقات الأخرى

ويُزعم أن هذه البيانات تُرسل إلى خوادم موجودة في الصين، تدير العديد منها كيانات يُعتقد أن لها صلات بالحكومة الصينية.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، ليزا غرينفالد، في مؤتمر صحفي:
"جمع وتصدير المعلومات الشخصية دون موافقة صريحة يشكّل انتهاكًا مباشرًا للائحة حماية البيانات العامة (GDPR) والقوانين الوطنية. نحث جميع المواطنين على حذف تطبيق Deep Seek فورًا."


التهديد على الأمن القومي

أكثر ما يثير القلق هو أن التطبيق تم تثبيته على آلاف الأجهزة الحكومية، بما في ذلك أجهزة تُستخدم من قبل موظفين في الجيش والإدارات العليا، مما قد يسمح بجمع معلومات حساسة عن الدولة.

يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن التطبيق قد يُستخدم كـ أداة تجسس رقمية، تسمح بمراقبة الاتصالات وتتبع مواقع الأشخاص الرئيسيين وجمع معلومات استخباراتية داخلية.


رد المطوّرين

أصدرت الشركة المطورة للتطبيق، Quantum Byte Ltd. ومقرها شنجن، بيانًا على حسابها في WeChat تنفي فيه جميع الاتهامات. وقالت الشركة:
"نلتزم بحماية خصوصية المستخدمين ونتوافق مع جميع لوائح حماية البيانات الدولية. الادعاءات الألمانية مسيّسة وتفتقر إلى أدلة تقنية."

إلا أن شركات أمن معلومات مستقلة مثل CyberGuard International وDataFortify دعّمت ما جاء في تقرير BSI، مشيرة إلى نقل بيانات مشفرة إلى عناوين IP صينية، إلى جانب أنماط بيانات يمكن استخدامها لإعادة بناء سلوكيات المستخدمين.


توجه دولي أوسع ضد التطبيقات الصينية

تأتي هذه الخطوة الألمانية في إطار تصاعد القلق العالمي بشأن شركات التكنولوجيا الصينية، خصوصًا تلك المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتجميع البيانات. وقد واجهت تطبيقات مثل TikTok وWeChat وCapCut سابقًا انتقادات ومساءلات مشابهة.

في عام 2023، حظرت الهند أكثر من 100 تطبيق صيني لأسباب أمنية. وفي عام 2024، تبنت الولايات المتحدة قانون إدارة المخاطر من الخصوم الأجانب (FARM Act) لتشديد الرقابة.

من المرجح أن تؤدي الخطوة الألمانية إلى تسريع خطط الاتحاد الأوروبي لإنشاء إطار شامل للأمن السيبراني، وربما فرض متطلبات أكثر صرامة على التطبيقات الأجنبية.


ماذا يجب أن يفعل المستخدمون؟

يوصي المكتب الاتحادي لأمن المعلومات بإجراءات عاجلة للمستخدمين الذين ثبتوا التطبيق:

  1. حذف تطبيق Deep Seek فورًا

  2. إعادة ضبط المصنع للجهاز إن كان التطبيق قد حصل على صلاحيات واسعة

  3. تغيير جميع كلمات المرور، خاصة الحسابات البنكية والبريد الإلكتروني

  4. تثبيت تطبيق موثوق لمكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة

  5. مراقبة النشاطات غير المألوفة في الحسابات المالية والاجتماعية


ردود الفعل من مجتمع التقنية

أشاد خبراء الأمن الرقمي ونشطاء حقوق الخصوصية بموقف ألمانيا. وصرحت الباحثة كلارا نغوين من لندن:
"هذا هو النموذج الأمثل لحوكمة التكنولوجيا في عصر يعتمد على الخوارزميات والتجسس الخفي."

لكن هناك من يرى أن هذه الخطوات تسهم في تصاعد "القومية التقنية"، حيث تسعى الدول لحماية بياناتها على حساب الابتكار المفتوح.


ما الذي قد يحدث لاحقًا؟

ألمحت الحكومة الألمانية إلى إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية ضد Quantum Byte Ltd.، وطلبت من المجلس الأوروبي لحماية البيانات (EDPB) فتح تحقيق أوسع.

في حال ثبتت المخالفات، قد يواجه التطبيق:

  • حظرًا في جميع دول الاتحاد الأوروبي

  • غرامات بمليارات اليوروهات

  • إجراءات جنائية بحق المدراء التنفيذيين داخل نطاق الاتحاد

  • إدراجه ضمن قائمة سوداء دولية للتكنولوجيا

وفي الوقت الحالي، تشكّل هذه الحادثة درسًا هامًا لجميع المستخدمين والمطورين بأن الشفافية لم تعد خيارًا، بل ضرورة.


مستقبل الخصوصية الرقمية

تكشف أزمة Deep Seek عن الحاجة العاجلة إلى حوكمة رقمية أكثر صرامة وتعاون دولي لمواجهة التهديدات الحديثة. كما أنها تذكير قوي بمسؤولية الأفراد في اتخاذ قرارات رقمية واعية.

في عالم رقمي مترابط، لم تعد الجهل مبررًا. الخيارات التي نتخذها على هواتفنا قد تؤثر على أمننا الشخصي والقومي.


أفكار ختامية

بينما نغوص في عصر الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية، تصبح الموازنة بين الراحة الرقمية والأمان المعلوماتي أكثر تعقيدًا. قضية Deep Seek ليست مجرد تحذير، بل نداء للصحوة لكل من المطورين والحكومات والمستخدمين. حان الوقت لاستعادة السيطرة على بياناتنا ومساءلة الشركات الرقمية الكبرى.


فقرة الكلمات المفتاحية لتحسين ظهور الموقع في محركات البحث (SEO)

لتحسين ظهور هذا المقال والموقع في محركات البحث وزيادة الوصول، تم تضمين كلمات مفتاحية عالية الترتيب مثل: تحذير ألمانيا من تطبيقات الخصوصية، اختراق البيانات في تطبيق Deep Seek، تطبيقات صينية تنتهك الخصوصية 2025، التهديدات السيبرانية عبر التطبيقات، الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات، نقل البيانات إلى الصين عبر التطبيقات، انتهاك اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR، تسريب البيانات عبر التطبيقات الذكية، تحذير أمني ألماني بشأن التطبيقات الصينية، وأمن المعلومات والتطبيقات الأجنبية. تساعد هذه الكلمات المفتاحية في تحسين ترتيب الموقع وجذب جمهور أوسع من المهتمين بالخصوصية الرقمية وأمان التطبيقات.


هل ترغب في نسخة قابلة للتحميل أو تنسيق PDF لهذا المقال؟