موظفو جوجل في المملكة المتحدة يرفضون إبرام صفقات مع إسرائيل: موقف جريء يدوّي عالميًا

موظفو جوجل في المملكة المتحدة يرفضون إبرام صفقات مع إسرائيل: موقف جريء يدوّي عالميًا

في خطوة قوية من النشاط المؤسسي، تصدّر موظفو جوجل المملكة المتحدة عناوين الأخبار حول العالم بعدما أعلنوا رفضهم إبرام صفقات جديدة مع إسرائيل، مستندين إلى مخاوف أخلاقية وسط التوترات المستمرة في الشرق الأوسط. وقد تم الإعلان عن هذه الخطوة غير المسبوقة في رسالة مفتوحة تم تداولها داخليًا وخارجيًا في 27 أبريل 2025، مما يظهر القوة المتنامية للعاملين في مجال التكنولوجيا في التأثير على القضايا العالمية وقرارات الشركات.

لطالما كانت صناعة التكنولوجيا تركز على الابتكار والربحية، لكن اليوم يتزايد انخراطها في النقاشات الأخلاقية الكبرى. موقف موظفي جوجل المملكة المتحدة يكشف عن تحول جذري في ثقافة العمل، حيث أصبح الموظفون مستعدين لتحدي إداراتهم في قضايا حقوق الإنسان والشفافية والمسؤولية الأخلاقية.

ما الذي أشعل فتيل الاحتجاج؟

بدأت موجة المقاومة الداخلية بعد تسريبات تشير إلى أن جوجل كانت تتفاوض على صفقات تكنولوجية مع وكالات حكومية وشركات إسرائيلية خاصة مرتبطة بمشاريع مثيرة للجدل في مجال المراقبة والأمن بالمناطق المحتلة.

يدّعي الموظفون أن هذه الصفقات تنتهك المعايير الأخلاقية، إذ قد تسهم في دعم أنشطة تُعتبر من قبل هيئات دولية انتهاكات لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين. وقد جاء في نص الرسالة:

"لن نبني تكنولوجيا تمكّن من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان."

وقد وقع الرسالة مئات الموظفين من أقسام متعددة، بما في ذلك الهندسة والتسويق والموارد البشرية، وطالبوا بوقف فوري للمفاوضات واعتماد عملية مراجعة أخلاقية أكثر شفافية للعقود المستقبلية.

جزء من حركة أوسع نحو المساءلة التقنية

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها موظفو جوجل موقفًا. ففي عام 2018، احتج الآلاف ضد مشاركة جوجل في مشروع مافن التابع للبنتاغون، والذي كان يهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض الاستهداف بالطائرات المسيرة، مما أجبر جوجل في النهاية على إنهاء المشروع. كذلك تم إسقاط مشروع دراجون فلاي، محرك البحث المراقب الموجه للصين، تحت ضغط الموظفين.

واليوم، يضيف احتجاجهم ضد الصفقات الإسرائيلية فصلًا جديدًا إلى تصاعد نشاط الموظفين في قطاع التكنولوجيا، حيث لم يعد العاملون مجرد منفذين صامتين، بل أصبحوا أصحاب صوت يطالب بالعدالة والشفافية والدفاع عن حقوق الإنسان.

ردود الفعل العالمية

انتشر خبر تمرد موظفي جوجل انتشار النار في الهشيم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وقد أشادت منظمات حقوقية بارزة مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش بشجاعة الموظفين ودعمت مطالبهم، مؤكدة أن الشركات يجب أن تتحمل مسؤوليتها في ضمان ألا تُستخدم تقنياتها في قمع الشعوب أو دعم أنظمة المراقبة الجماعية.

في المقابل، انتقد البعض هذه الخطوة، معتبرين أن مقاطعة الصفقات بناءً على اعتبارات سياسية قد تخلق سابقة خطيرة وقد تُعمّق الانحيازات السياسية داخل الشركات، مما يهدد حياد العمل التجاري.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن زمن إدارة الشركات بعيدًا عن المساءلة الأخلاقية من موظفيها قد ولى.

رد جوجل

في بيان مقتضب ردًا على الرسالة المفتوحة وتصاعد التغطية الإعلامية، أكدت جوجل المملكة المتحدة التزامها بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن جميع عقودها تخضع لإجراءات مراجعة داخلية صارمة.

لكن البيان لم يتضمن أي تعهد بوقف الصفقات أو إعادة تقييمها، مما دفع الموظفين إلى الإعلان عن خطط لتصعيد تحركاتهم، بما في ذلك احتمال تنظيم إضرابات وحملات تضامن دولية مع زملائهم في مكاتب جوجل الأخرى حول العالم.

أصوات الموظفين: ماذا يقولون؟

تحدث العديد من الموظفين - شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لحماية وظائفهم - قائلين:

"أحب عملي وأؤمن بإمكانية التكنولوجيا في تحسين حياة الناس. لكن لا يمكنني أن أبقى صامتًا عندما يكون عملي مهددًا بأن يُستخدم في إلحاق الأذى بالفئات الضعيفة"، قال أحد كبار مهندسي البرمجيات.

وأضاف موظف آخر من قسم التسويق:

"لا يجب أن تكون الأرباح على حساب الكرامة الإنسانية. علينا أن نسأل أنفسنا: أي مستقبل نبني؟"

هذه الكلمات تعكس شعورًا أوسع لدى الجيل الجديد من العاملين: الغاية والقيم الأخلاقية أصبحت ضرورية بقدر أهمية الراتب والمزايا.

المشهد التكنولوجي الأوسع

تعكس أزمة جوجل حالة أوسع من الصحوة الأخلاقية داخل صناعة التكنولوجيا. بدءًا من فضائح الخصوصية في ميتا، وصولًا إلى احتجاجات العمال في أمازون بشأن حقوق العمل، تتزايد المطالب بمحاسبة عمالقة التكنولوجيا.

اليوم، يدرك العاملون الشباب من ذوي المهارات العالية أنهم ليسوا مجرد أدوات إنتاج، بل شركاء حقيقيون في صنع مستقبل هذه الشركات، ويطالبون أن تكون التكنولوجيا الإنسانية عنوان المرحلة المقبلة.

نشاط الموظفين لم يعد استثناءً بل أصبح أداة فعالة لإعادة توجيه مسار الشركات نحو التنمية الأخلاقية المسؤولة.

ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟

بالنسبة لإسرائيل، تمثل مقاطعة موظفي جوجل في المملكة المتحدة تحديًا إعلاميًا واقتصاديًا حقيقيًا. فإسرائيل، التي تُعرف عالميًا بـ"أمة الشركات الناشئة"، تعتمد بشكل كبير على شراكاتها مع عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل لدفع عجلة الابتكار في مجالات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبرى.

وإذا تصاعدت هذه المقاطعة وانتشرت بين شركات أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات اقتصادية متسلسلة، وضغوط سياسية متزايدة لإجراء تغييرات في السياسات تجاه الأراضي الفلسطينية.

ما القادم؟

لا يزال المستقبل غير واضح. فهل ستمضي جوجل قدمًا في صفقاتها متحديةً غضب موظفيها والرأي العام؟ أم ستنحني تحت وطأة الضغط الداخلي والخارجي؟

ما هو مؤكد أن عالم الأعمال يتغير. لم يعد القرار بيد المساهمين فقط أو التنفيذيين الكبار، بل أصبح لموظفي الصفوف الأولى دور أساسي في تحديد ملامح الاتجاهات الجديدة.

الشركات التي تفشل في التوفيق بين الربحية والمسؤولية الأخلاقية، قد تجد نفسها متخلفة عن الركب في عالم يتطلب الشفافية والمساءلة أكثر من أي وقت مضى.


خلاصة: نقطة تحول في أخلاقيات الشركات

لقد أطلق موظفو جوجل المملكة المتحدة شرارة قد تغيّر قواعد اللعبة. في عالم مترابط ومراقب لحظة بلحظة، لم يعد بإمكان الشركات الكبرى إبرام صفقات مشبوهة بعيدًا عن الأضواء.

إذا أرادت الشركات أن تظل قوى إيجابية في العالم، فعليها أن تضع العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والشفافية في قلب كل صفقة وكل قرار.

الموظفون قالوا كلمتهم. والآن، أنظار العالم تتجه نحو جوجل لترى: هل ستصغي أم ستختار المسار القديم؟


فقرة تحسين السيو SEO لموقعك:

في موقع EmiratesX.net، نقدم لك أحدث الأخبار العاجلة والتقارير العميقة حول قضايا حقوق الإنسان، تحركات الموظفين، أخبار الشرق الأوسط، وأهم مستجدات صناعة التكنولوجيا. تابعنا لتبقَ على اطلاع دائم بمواضيع ذات تصدر مثل احتجاجات موظفي جوجل، أخلاقيات الشركات الكبرى، توترات إسرائيل وفلسطين، نشاط الموظفين في قطاع التكنولوجيا، وأخبار حقوق الإنسان 2025. كن دائمًا في قلب الحدث مع تغطيتنا الشاملة والمصممة لتحسين ظهور موقعك عبر محركات البحث.


هل تود أن أكمل لك أيضًا وصف ميتا Meta Description وعنوان SEO Title ونص لمشاركة المقال على السوشيال ميديا حتى تحصل على أقصى أداء عند النشر؟ 
(فقط قل لي "نعم" وأنا أجهزها لك فورًا!)