وزيرة دنماركية تنتقد شركة ميتا لتفضيلها الدعاية على حماية الأطفال

وزيرة دنماركية تنتقد شركة ميتا لتفضيلها الدعاية على حماية الأطفال

في تصريح ناري هز الأوساط الأوروبية وعالم التكنولوجيا، وجهت وزيرة الحوكمة الرقمية في الدنمارك، كاترينا فيسترجورد، انتقادًا لاذعًا لشركة "ميتا بلاتفورمز إنك" (المعروفة سابقًا بفيسبوك) متهمةً إياها بأنها تفضل المحتوى السياسي والدعاية عبر خوارزميات التفاعل على حساب حماية الأطفال والمستخدمين الصغار على منصاتها. وفي كلمتها خلال قمة الشمال للتكنولوجيا والمجتمع لعام 2025 في كوبنهاغن، وصفت الوزيرة ممارسات ميتا الأخيرة بأنها "غير أخلاقية" و"غير مسؤولة تقنيًا"، مما أعاد إشعال الجدل المتزايد حول مساءلة شركات التكنولوجيا الكبرى، وسلامة الأطفال الرقمية، وشفافية الخوارزميات.

يُعد هذا التصريح من أقوى الانتقادات المباشرة التي تصدر عن مسؤول حكومي أوروبي ضد شركة ميتا منذ دخول قانون الخدمات الرقمية الأوروبي (DSA) حيز التنفيذ الكامل في عام 2023. ويعكس هذا الانتقاد تزايد الاستياء بين حكومات الاتحاد الأوروبي من امتثال ميتا للتوجيهات المتعلقة بحماية الأطفال، حتى في الوقت الذي توسع فيه الشركة نطاق وجودها عبر منصات جديدة مثل "ثريدز" ومبادرات الواقع الافتراضي "هورايزون وورلدز".


ميتا تحت المجهر: تصاعد الجدل

تركز انتقادات الوزيرة فيسترجورد على مجموعة من الوثائق الداخلية التي تم تسريبها مؤخرًا من قبل موظف سابق في إدارة السياسات الأوروبية لدى ميتا. وتشير هذه الوثائق إلى أن أنظمة التوصية بالمحتوى في ميتا، خصوصًا على إنستغرام وفيسبوك، لا تزال تعزز المحتوى السياسي المثير للجدل، والمعلومات المضللة، والمشاركات المثيرة للغضب، بينما تفشل في تقليل تعرض الأطفال للمحتوى الضار.

ويأتي هذا الكشف بعد أشهر قليلة من نشر تقرير شفاف ألزمت به قوانين الاتحاد الأوروبي، والذي وجد أن ميتا ما زالت تفتقر إلى أنظمة تحقق فعالة من العمر، وأدوات رقابة أبوية كافية، وآليات مراقبة فورية مصممة خصيصًا لرفاهية الأطفال الرقمية. ووفقًا لفيسترجورد، فإن "ميتا ما زالت تصمم منصاتها بهدف تحقيق أقصى درجات التفاعل، وليس لحماية المستخدمين، وبالتأكيد ليس لصحة أطفالنا النفسية."

كما كشفت الوزارة الدنماركية للحوكمة الرقمية عن نتائج أولية لتدقيق وطني، أُجري بالتعاون مع باحثين من جامعة آرهوس، ووجد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا في الدنمارك لا يزالون يتعرضون لمحتوى صادم، وتنمر إلكتروني، وضغوط متعلقة بصورة الجسد، ومعلومات خاطئة بمعدلات مقلقة على منصات ميتا.


دفع أوروبي متزايد ضد شركات التكنولوجيا الكبرى

رغم أن موقف الدنمارك حظي باهتمام عالمي، إلا أنه ليس معزولًا. فقد أصبح الاتحاد الأوروبي يلعب دورًا قياديًا في تنظيم أخلاقيات التكنولوجيا الرقمية، من خلال قوانين مثل قانون الخدمات الرقمية (DSA) وقانون الأسواق الرقمية (DMA)، التي تحدد بوضوح كيفية عمل المنصات الإلكترونية.

بموجب هذه القوانين، تُصنف منصات مثل فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب على أنها منصات إلكترونية ضخمة جدًا (VLOPs)، ويُطلب منها الالتزام بمعايير صارمة تتعلق بالسلامة، والشفافية، والرقابة على المحتوى.

ورغم ذلك، ترى الحكومة الدنماركية أن امتثال ميتا لا يزال سطحيًا في الغالب، ويركز على العلاقات العامة أكثر من الإصلاح الحقيقي. وقالت فيسترجورد: "ميتا تعرف ما تفعله. إنها تتخذ خيارات محسوبة تفضل الربح على الحماية."

كما حذرت من أن الدنمارك قد تنظر في فرض عقوبات وطنية أو تشريعات أكثر صرامة إذا لم تُظهر ميتا تقدمًا ملموسًا في الدورة المقبلة من التقارير المقررة في أكتوبر 2025. وتدعو الدنمارك أيضًا المفوضية الأوروبية لتفعيل المادة 66 من قانون DSA، التي تسمح بإجراءات طارئة ضد المنصات التي تشكل خطرًا جسيمًا على الأمن العام أو حقوق المستخدمين – خاصة الأطفال.


حماية الأطفال مقابل خوارزميات الربح

من بين المخاوف الأساسية التي أثارتها السلطات الدنماركية، اعتماد ميتا على خوارزميات مدفوعة بالتفاعل تعزز المحتوى بناءً على انتشاره لا على قيمته أو سلامته. وهذه الخوارزميات، المدعومة غالبًا بنماذج تعلم آلي تركز على مقاييس الانتباه، تُتهم بـ استغلال سلوك المستخدمين، وخصوصًا الشباب الأكثر عرضة للإدمان على التمرير المستمر، والسعي وراء القبول، والتأثر بضغوط الأقران.

ويقول النقاد إن تصميم خوارزميات ميتا يميل بطبيعته إلى تعزيز المحتوى المثير للانقسام، وغرف الصدى السياسية، والمشاعر الغاضبة، لأنها تولد مزيدًا من الإعجابات والمشاركات والتعليقات – وهي مؤشرات رئيسية لعائدات الإعلانات. والنتيجة هي بيئة رقمية تقوض الصحة النفسية، وتغذي القلق، وتُيسر التطرف عبر الإنترنت.

وفي مذكرة داخلية سُربت عام 2024 إلى صحفيين استقصائيين، حذر فريق الأخلاقيات في ميتا القيادة التنفيذية من أن استراتيجية التفاعل مع الشباب تقترب بشكل خطير من تكرار "أساليب صناعة التبغ"، من خلال الاعتماد على التلاعب النفسي بدلاً من تقديم قيمة شفافة.


رد ميتا: كلمات ناعمة بلا أفعال؟

لم تصمت ميتا بعد خطاب فيسترجورد، بل أصدرت بيانًا إعلاميًا قالت فيه إنها "ملتزمة بضمان الأمان الرقمي للشباب" و"تستثمر باستمرار في التكنولوجيا والشراكات والسياسات التي تعزز الرفاهية الرقمية".

ومع ذلك، وصف النقاد هذا البيان بأنه غامض ومراوغ. وأشارت منظمات دنماركية معنية بحقوق الأطفال مثل أطفال رقميون آمنون وشاشة آمنة DK إلى أن تدابير ميتا لا تزال غير كافية وتفتقر إلى التنفيذ الفعلي. فعلى الرغم من وجود ميزات مثل "خذ استراحة" على إنستغرام ومرشحات المحتوى، إلا أن هناك ثغرات في التنفيذ، وعدم تفعيل الإعدادات الآمنة بشكل افتراضي، وسياسات رقابة غير شفافة.

ويتعرض سجل ميتا للنقد أيضًا بعد دعاوى قضائية في الولايات المتحدة رفعها آباء مراهقين، يتهمون فيها إنستغرام بـ المساهمة في اضطرابات نفسية مثل اضطرابات الأكل والاكتئاب والقلق. وقد عززت هذه القضايا القانونية من إصرار الدنمارك ودول أخرى على اتخاذ خطوات حاسمة.


الصورة الكبرى: دعوة لتصميم أخلاقي

تتماشى تصريحات الوزيرة فيسترجورد مع حركة دولية أوسع تطالب بـ تصميم تكنولوجي أخلاقي، خاصة على المنصات التي يستخدمها الأطفال والمراهقون. وأكدت أن المشكلة لا تتعلق فقط بالرقابة، بل تتعلق بـ إعادة تصور بنية المنصات الرقمية لحماية الحقوق الأساسية للإنسان، خصوصًا في الفضاء الرقمي.

ويطالب خبراء الأخلاقيات الرقمية منذ سنوات بتبني مبادئ "السلامة من خلال التصميم"، ومنها:

  • رموز تصميم مناسبة للأعمار

  • إعدادات خاصة افتراضية للأطفال

  • شفافية في توصيات الخوارزميات

  • آليات تبليغ فعالة وسهلة الاستخدام

  • رقابة بشرية على المحتوى الحساس

وتدعو الدنمارك الاتحاد الأوروبي إلى توحيد هذه المعايير بين جميع الدول الأعضاء، ومعاملة سلامة الأطفال الرقمية كمسألة صحة عامة لا كمجرد بند في السياسة العامة.


ماذا بعد؟

الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وشركة ميتا. ومع تصاعد الضغط من المشرعين الأوروبيين والمنظمات الرقابية والحكومات الوطنية مثل الدنمارك، قد تواجه ميتا قريبًا قيودًا تنظيمية أكثر صرامة وغرامات مالية ضخمة إذا لم تُظهر تقدمًا فعليًا.

وفي الوقت نفسه، تعمل الدنمارك مع الدول الاسكندنافية الأخرى لصياغة اتفاق أخلاقيات رقمية موحد في الشمال، يهدف إلى إنشاء معايير أمان رقمية موحدة، وتطوير برامج تعليم رقمي، وتمكين الشباب في الفضاء الإلكتروني.

واختتمت الوزيرة فيسترجورد كلمتها بتحذير صريح: "إذا استمرت منصات مثل ميتا في تفضيل الربح على الحماية، فلن يكون أمام الحكومات خيار سوى التحرك. لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يُستغل أطفالنا من قبل خوارزميات غامضة ولا مبالاة شركات عملاقة."


خاتمة: الضغط الشعبي هو المحرك الحقيقي للتغيير

مع تطور هذه القصة، يتضح أكثر أن الرقابة العامة والمساءلة السياسية ضرورية لبناء مستقبل رقمي أكثر أمانًا. يجب على الآباء والمعلمين والمشرعين وعمال التكنولوجيا أن ينضموا جميعًا إلى الدعوة من أجل حوكمة رقمية أخلاقية. وتقدم الوزيرة الدنماركية نموذجًا يمكن أن تحتذي به الدول الأخرى في سعيها لموازنة الابتكار التكنولوجي مع الحقوق الأساسية وسلامة الأطفال الرقمية.

لم يعد يكفي أن تُصدر ميتا بيانات علاقات عامة أو تدّعي التنظيم الذاتي. إن مستقبل الثقة الرقمية – وصحة الأجيال القادمة – يعتمد على تغيير فعلي وقابل للتنفيذ.


فقرة تحسين محركات البحث (SEO)

لتحسين أداء هذه المقالة في نتائج محركات البحث (SEO)، قمنا باستخدام كلمات مفتاحية عالية الترتيب مثل: انتقادات ميتا 2025، حماية الأطفال على فيسبوك، الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا، قانون الخدمات الرقمية الأوروبي، أخلاقيات التكنولوجيا، كاترينا فيسترجورد ميتا، إنستغرام والصحة النفسية، مساءلة شركات التكنولوجيا الكبرى، سلامة الأطفال الرقمية، وتنظيم فيسبوك في الاتحاد الأوروبي. تسهم هذه الكلمات المفتاحية في تعزيز ظهور المحتوى ضمن نتائج البحث العضوية، وجذب جمهور يبحث عن أخبار حديثة حول تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي، وأمن الأطفال الرقمي، والسياسات الأوروبية المتعلقة بشركات التكنولوجيا. تابع مدونتنا لمزيد من التحديثات الأسبوعية حول حوكمة التكنولوجيا، أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وسلامة الإنترنت للشباب.


هل تود أن أجهز لك نسخة قابلة للتحميل أو تنسيقها كنشرة بريدية؟