5 أحداث مثيرة للجدل في أول 100 يوم لترامب في البيت الأبيض

5 أحداث مثيرة للجدل في أول 100 يوم لترامب في البيت الأبيض

مع بداية فترة رئاسته الثانية، عاد دونالد جيه ترامب إلى البيت الأبيض، والعالم بأسره يترقّب مرحلة سياسية جديدة لا تقل إثارة عن سابقتها. والآن، بعد مرور أول 100 يوم من ولايته، أصبحت الساحة السياسية – داخل واشنطن وخارجها – أشبه بساحة معركة محتدمة، يسيطر عليها الجدل والانقسام.

سواء كنت من مؤيدي سياساته أو من معارضيه، لا يمكن إنكار أن ترامب يعرف كيف يحرّك المياه الراكدة. من قراراته في السياسة الخارجية إلى الخلافات الداخلية في إدارته، لم تخلُ أيامه الأولى من الجدل... بل على العكس، كانت مليئة به.

فيما يلي نستعرض أبرز خمس أحداث مثيرة للجدل رسمت ملامح أجندة ترامب في الأيام المئة الأولى، وأشعلت ردود فعل نارية من مختلف الأطياف.


1. المرسوم التنفيذي بشأن أمن الحدود: عودة الجدار

في أولى خطواته بعد تنصيبه، وقّع الرئيس ترامب مرسومًا تنفيذيًا يعيد إحياء مشروع بناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو الرمز الذي اشتهر به في حملته الأولى. لكن هذه المرة، كانت الصيغة أشد قسوة، وتضمنت مصادرة أراضٍ خاصة، وتشديد سياسات الهجرة، وإدخال تقنيات مراقبة متقدمة.

الجدل لم يكن فقط بسبب الجدار، بل بسبب النبرة العدوانية والتنفيذ السريع، ما أثار معارضة من جماعات حقوق الإنسان، وحكام الولايات الحدودية، بل حتى بعض الجمهوريين. رفعت دعاوى قضائية في تكساس وأريزونا وكاليفورنيا ضد القرار، مستندة إلى انتهاك حقوق الملكية والقوانين البيئية.

في المقابل، اعتبر مؤيدو القرار أنه يعكس عودة حقيقية لسياسة "أمريكا أولاً"، بينما وصفه المعارضون بأنه "أزمة دستورية وشيكة". نشر ترامب عبر منصته Truth Social: "الجدار عاد... أكبر وأقوى وأذكى!"، وهو منشور أصبح فورًا مركزًا لجدل وطني واسع.


2. صدمة التعرفة الجمركية: المواجهة مع الصين وارتداداتها العالمية

بعد نحو شهر من توليه المنصب، أشعلت إدارة ترامب فتيل أزمة تجارية جديدة مع الصين، من خلال فرض رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات والمعادن النادرة والسيارات الكهربائية. وسرعان ما ردت بكين برسوم مضادة على صادرات أميركية مهمة مثل فول الصويا وقطع الطيران.

الأسواق العالمية شهدت تقلبات حادة، وسجّل "وول ستريت" أكبر تراجع أسبوعي له منذ بداية العشرينيات. حذّر اقتصاديون من خطر اندلاع حرب تجارية شاملة، لكن ترامب تمسك بموقفه قائلاً: "لقد استُغلت أمريكا كثيرًا... لن نتراجع."

ما زاد من حدة الجدل هو توقيت القرار، إذ جاء في فترة تعافٍ اقتصادي هش بعد جائحة كورونا، الأمر الذي أثار قلق الحلفاء الأوروبيين. أما في الداخل الأميركي، فقد شعر المزارعون والصناعيون بالآثار فورًا.

في عالم مترابط اقتصاديًا، كانت هذه المجازفة التجارية اختبارًا صارمًا لعزيمة ترامب على السير منفردًا — بثمن دبلوماسي باهظ.


3. مواجهة الناتو: "ادفعوا أو انسحبوا"

في مشهد صادم لخبراء السياسة الخارجية، أطلق ترامب تصريحات نارية خلال اجتماع قمة للناتو في بروكسل، مطالبًا الحلفاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي أو مواجهة انسحاب أميركي محتمل. رغم أن لهجته لم تكن جديدة، فإن نبرته الحادة هذه المرة صدمت الحلفاء الأوروبيين.

ذكرت مصادر من داخل الاجتماع أن النقاش كان متوترًا، مع تصاعد الأصوات وتعابير الامتعاض. وصف ترامب بعض الدول الأعضاء بأنها "تستفيد مجانًا"، ما اعتبره البعض تقويضًا للوحدة الغربية في وقت حساس، خاصة مع تصاعد الأنشطة العسكرية الروسية قرب الحدود الشرقية لأوروبا.

المستشارة الألمانية وصفت تصريحاته بـ"المتهورة والخطيرة"، بينما دعت فرنسا إلى قمة طارئة للاتحاد الأوروبي في باريس. في المقابل، رحّب بعض الأميركيين بخطابه كدفاع عن مصالح بلادهم.

سواء اعتبره البعض براغماتية ضرورية أو تهورًا دبلوماسيًا، فقد أحدثت هذه المواجهة صدمة في السياسة الخارجية الأميركية لم نشهد مثلها منذ الحرب الباردة.


4. وسائل التواصل الاجتماعي ووزارة العدل: معركة السيطرة

عاد ترامب إلى معركته القديمة مع عمالقة التكنولوجيا، ولكن هذه المرة مع دعم من وزارة العدل، التي سرّبت مذكرة تفيد برغبة الإدارة في فرض رقابة أوسع على المنصات الرقمية. اتهم الرئيس "التكنولوجيا الكبرى" بأنها تقمع الصوت المحافظ، متعهدًا بتفكيك احتكاراتها.

استُدعي كبار المدراء التنفيذيين في شركات مثل "ميتا" و"غوغل" و"إكس" (تويتر سابقًا) للشهادة أمام الكونغرس، بينما فتحت الإدارة تحقيقات حول سياسات الإشراف على المحتوى. وسرعان ما ردّت منظمات الحريات الرقمية بغضب، محذّرة من انتهاك محتمل للتعديل الأول في الدستور الأميركي.

وصف معارضون هذه الإجراءات بأنها "مكارثية رقمية"، فيما رأى أنصار ترامب أنها خطوة طال انتظارها للحد من نفوذ تلك الشركات على الخطاب السياسي.

في أول 100 يوم فقط، أشعل ترامب شرارة معركة إلكترونية جديدة... قد تمتد لسنوات قادمة.


5. سياسة الطاقة: الحفر والاحتجاج والمناخ الغاضب

وقع ترامب قانون "الطاقة أولاً"، الذي ألغى معظم سياسات المناخ التي أقرّها بايدن، وأعاد فتح الباب أمام التنقيب البحري، وتوسيع خطوط الغاز، والانسحاب من اتفاقيات الطاقة الخضراء الدولية.

رغم أن شركات الطاقة الكبرى اعتبرت الخطوة تعزيزًا للاستقلال الطاقي الأميركي، إلا أن نشطاء البيئة خرجوا إلى الشوارع في احتجاجات ضخمة، وانضم إليهم مشاهير وطلاب وجماعات السكان الأصليين.

أبرز المعارضات جاءت من قبائل ألاسكا وداكوتا، التي رفعت دعاوى قضائية لمنع التنقيب في أراضيها المقدسة.

ورغم تحذيرات العلماء من تسارع التغير المناخي، تمسك ترامب بشعاره القديم: "نعيد الوظائف. نقوي أمريكا من جديد."

لكن بالنسبة لكثيرين، كانت هذه الخطوة بمثابة نكسة كارثية في معركة البشرية ضد التغير المناخي.


الخلاصة: شخصية قطبية... وتأثير لا يمكن إنكاره

شهدت الأيام المئة الأولى من رئاسة ترامب الثانية زلزالاً سياسيًا بكل معنى الكلمة. بالنسبة لأنصاره، نفذ وعوده، وواجه المؤسسات، وأعاد الهيبة لأميركا. أما معارضوه، فاعتبروا تصرفاته خطيرة على الديمقراطية، والبيئة، والتوازنات الدولية.

الواضح أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أشعلت شرارة جديدة في الحياة السياسية الأميركية — ليست فقط في الكابيتول أو الإعلام، بل في منازل الناس، وجامعاتهم، وأماكن عملهم.

التاريخ سيحكم على هذه المرحلة... لكنها حتى الآن لا تشبه أي شيء آخر.


 فقرة لتحسين السيو:

تتناول هذه المقالة المعنونة "5 أحداث مثيرة للجدل في أول 100 يوم لترامب في البيت الأبيض" أبرز التطورات السياسية في ولاية دونالد ترامب الثانية، بما في ذلك قراراته التنفيذية، سياساته التجارية مع الصين، خلافه مع حلف الناتو، معاركه مع شركات التكنولوجيا الكبرى، وانقلابه على سياسات المناخ. تشمل الكلمات المفتاحية المهمة: ترامب 2025، الجدار الحدودي، التعرفة الجمركية على الصين، سياسة ترامب تجاه الناتو، ترامب ووسائل التواصل الاجتماعي، سياسة الطاقة الأمريكية. هذه التغطية السياسية الشاملة تهدف لجذب الباحثين عن آخر أخبار السياسة الأميركية، تحليلات البيت الأبيض، والأحداث العالمية الساخنة. تابع موقعنا لمزيد من التحديثات الحصرية والموضوعات السياسية العميقة.


هل ترغب بترجمتها إلى الهندية أو الصينية الماندرين أيضًا؟