في تطور مفاجئ صدم المعجبين والمؤثرين الرقميين على حد سواء، اضطر نجم تيك توك العالمي خابي لام إلى مغادرة الولايات المتحدة بسبب مشكلات تأشيرة لم تُحل، يُقال إنها نتيجة للسياسات المتبقية من عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. خابي، الذي وُلد في السنغال ويحمل الجنسية الإيطالية، اشتهر بردود أفعاله الصامتة الساخرة على مقاطع الفيديو المعقدة بشكل مبالغ فيه، وكان يقيم ويعمل في أمريكا لتوسيع علامته التجارية وفرصه المهنية. لكن رغم شهرته العالمية ومساهماته في اقتصاد المؤثرين، أجبرته تأثيرات القيود القديمة على الهجرة في النهاية على مغادرة البلاد.

حقق خابي لام شهرة واسعة خلال جائحة كوفيد-19، وجمع أكثر من 160 مليون متابع على منصة تيك توك، مما جعله واحداً من أبرز الشخصيات على وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم. تكمن جاذبيته في شخصيته الهادئة، وروحه الفكاهية العالمية، وأسلوبه الأصيل — وهي صفات تتجاوز حدود اللغة والثقافة. انتقل خابي إلى الولايات المتحدة في عام 2023 لتعزيز شراكاته مع العلامات التجارية الأمريكية، وتمكين حضوره في فعاليات صناعة المحتوى.

متاهة التأشيرات: من تأشيرة الطلاب إلى حالة قانونية غير مستقرة

تعكس حالة خابي مشكلة أوسع تؤثر على العديد من المؤثرين الدوليين ورواد الأعمال والمهنيين المهرة. وفقًا لخبراء في قانون الهجرة، كان خابي يقيم في الولايات المتحدة بموجب تأشيرة عمل مؤقتة من المقرر أن تنتهي في منتصف عام 2025. وقد تعطلت محاولاته للانتقال إلى فئة تأشيرة أكثر ديمومة — مثل تأشيرة O-1 المصممة للأفراد ذوي القدرات الاستثنائية — بسبب التأخيرات الإدارية، والمعايير المشددة التي تعود جذورها إلى السياسات التي تم تنفيذها خلال إدارة ترامب.

فقد أصدر ترامب في عام 2017 أمرًا تنفيذيًا بعنوان "اشترِ الأمريكي، ووظّف الأمريكي" دعا فيه إلى فرض قيود على تأشيرات العمل مثل H-1B وO-1 لضمان منحها للأشخاص الأكثر مهارة أو الأعلى أجرًا فقط. وعلى الرغم من أن إدارة بايدن ألغت بعض هذه السياسات، إلا أن المحامين المختصين في شؤون الهجرة يقولون إن العديد من تفسيرات السياسات القديمة لا تزال سارية، بالإضافة إلى التراكم الكبير في الطلبات والإجراءات المعقدة التي لم يتم إصلاحها.

وبالنسبة لخابي، هذا يعني شهورًا من الانتظار والتأخير في الحصول على تمديد لتأشيرته، مما أعاق قدرته على تنفيذ التزاماته التعاقدية. وكشفت مصادر قريبة منه أن العديد من العقود المربحة أُلغيت أو أُجلت، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة له، بالإضافة إلى الأثر المهني في عالم رقمي يتطلب تواجدًا مستمرًا وفعالية دائمة.

التأثير على ثقافة المؤثرين واقتصاد صناعة المحتوى

تُسلط مغادرة خابي الضوء على هشاشة النظام الأمريكي في ما يتعلق بمنح التأشيرات للمبدعين العالميين الذين يساهمون بشكل مباشر في منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام. تأثير خابي يتجاوز مجرد مقاطع الفيديو الفيروسية، فقد أصبح رمزًا للتأثير الثقافي والاقتصادي، مساهماً في تشكيل ترندات الإنترنت، ودعم رسائل العلامات التجارية، وحتى تعزيز قضايا مثل الشمول الرقمي والتفاهم بين الثقافات.

ويحذر محللون في الصناعة من أن مغادرة شخصية مثل خابي ترسل رسالة سلبية للمبدعين العالميين الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة كمركز لريادة الأعمال الرقمية. إذ إن اقتصاد المؤثرين — المتوقع أن يصل إلى 24 مليار دولار عالميًا بحلول نهاية عام 2025 — يعتمد على قدرة المبدعين على التنقل، والتعاون، والمشاركة في فعاليات وشراكات. عدم استقرار أو وضوح التأشيرات يعطل هذا النظام ويثني المواهب الأجنبية عن الاستثمار أو المساهمة في الساحة الأمريكية.

ردود الفعل الجماهيرية والغضب العام

كانت ردة فعل المعجبين فورية وعاطفية. فقد امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغات مثل #العدالة_لخابي و**#دعوا_خابي_يبقى**، حيث أعرب الملايين عن استيائهم من القرار. وشارك العديد من المؤثرين والمشاهير دعمهم لخابي، مثل MrBeast وأديسون راي وليلي سينغ، مطالبين بتحديث نظام الهجرة ليواكب تطور المهن الرقمية.

ونشر خابي نفسه مقطع فيديو قصير على تيك توك، يظهر فيه وهو يحزم أمتعته بأسلوبه الشهير الذي يعتمد على الصمت وتعبيرات الوجه فقط، مع تعليق: "أحيانًا الحياة فيها حيل حتى أنا ما أقدر أبسطها." وقد انتشر المقطع بسرعة هائلة، محققًا أكثر من 30 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة فقط، مجددًا النقاش حول مشكلات الهجرة بأسلوب فريد وبسيط يعكس شخصيته.

إرث سياسات ترامب في نظام الهجرة الأمريكي

رغم جهود الرئيس بايدن لإلغاء بعض السياسات القاسية، يرى المدافعون عن الهجرة أن آثارها لا تزال ملموسة. فإجراءات التدقيق الأمني المشددة، ونقص التمويل، وقلة الموظفين في دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية (USCIS) تتسبب في تأخيرات هائلة، مما يؤثر سلبًا على المتقدمين مثل خابي.

تأشيرة O-1 التي تعتبر الأنسب لشخص مثل خابي، تتطلب إثباتًا للتميّز الوطني أو الدولي. ورغم شعبيته الهائلة، فإن مصادر مطلعة تقول إن طلبه واجه عراقيل بسبب الغموض في كيفية تقييم “القدرة الاستثنائية” في مجال صناعة المحتوى الرقمي — وهو مجال جديد نسبيًا لم يأخذ حقه في قوانين الهجرة التقليدية.

يقول محامو الهجرة إن النظام الحالي قديم ولا يتماشى مع الواقع المهني المعاصر، مما يجعل المبدعين الرقميين في مأزق قانوني، ويُعرض مستقبلهم المهني للتعقيد والتهديد.

ما بعد أمريكا: خابي ينظر للمستقبل

رغم ما حدث، يظل خابي لام متفائلًا. فقد عاد إلى مدينة ميلانو في إيطاليا، حيث يواصل إنشاء المحتوى والتوسع عالميًا. وقد بدأت شركات أوروبية بالفعل في التواصل معه لعقد شراكات جديدة، وأبدت العديد من المنصات العالمية اهتمامها بإنتاج عروض وأفلام وثائقية عن حياته وتأثيره.

وأكد فريق إدارته أنهم يعملون مع خبراء قانون الهجرة على إيجاد حلول بديلة تمكنه من العودة إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب. وفي هذه الأثناء، يستعد الجمهور لمزيد من التعاونات الدولية التي ستثبت أن الإبداع لا يعرف حدودًا.

كما أن قضيته أثارت نقاشًا واسعًا حول ضرورة إصلاح نظام الهجرة الأمريكي، ليس فقط لدعم المؤثرين، بل لكل المواهب العالمية التي تطمح للإسهام في الاقتصاد الأمريكي الحديث.

الخلاصة

تمثل مغادرة خابي لام للولايات المتحدة تذكيرًا مؤلمًا بالتحديات المستمرة التي يواجهها المبدعون العالميون بسبب قوانين الهجرة غير الملائمة. ورغم بعده الجغرافي، فإن تأثيره لا يزال حاضرًا بقوة في قلوب الملايين. وتسلط قضيته الضوء على الحاجة الملحة لتحديث القوانين بما يتناسب مع العصر الرقمي المتسارع، لضمان بقاء الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للإبداع وريادة الأعمال.

في عالم يزداد ترابطًا، يجب أن تتطور الأنظمة التي تنظم التنقل والفرص والإبداع لتواكب هذا الواقع الجديد. وحتى ذلك الحين، سيواصل المبدعون أمثال خابي لام التألق في جميع أنحاء العالم — ولكن قد تخسر أمريكا مكانتها كمركز جذب للمواهب العالمية.

فقرة محسّنة لتحسين ترتيب الموقع في محركات البحث (SEO):

تم تحسين هذه التدوينة لمحركات البحث باستخدام كلمات مفتاحية ذات ترتيب عالٍ مثل: أخبار خابي لام 2025، سياسات الهجرة عهد ترامب، مشاكل فيزا المؤثرين في أمريكا، خابي لام يغادر الولايات المتحدة، تأشيرة O-1 للمؤثرين، مشاكل الهجرة لصناع المحتوى الرقمي، بايدن وسياسات الهجرة 2025، تأشيرات العمل للمبدعين العالميين. تساعد هذه الكلمات المفتاحية في تحسين اكتشاف المقال، وجذب جمهور أوسع مهتم بآخر أخبار تيك توك، قضايا الهجرة للمؤثرين، تحديثات قوانين الهجرة الأمريكية، واقتصاد صناعة المحتوى الرقمي.