الفاتيكان يبدأ تقليد الحداد لمدة 9 أيام بعد وفاة البابا فرنسيس

الفاتيكان يبدأ تقليد الحداد لمدة 9 أيام بعد وفاة البابا فرنسيس

خسارة تاريخية: وفاة البابا فرنسيس

في 21 أبريل 2025، تلقى العالم نبأً حزينًا هزّ أرجاء الكنيسة الكاثوليكية وملايين المؤمنين حول العالم — فقد توفي البابا فرنسيس، الحبر الأعظم رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، عن عمر يناهز 88 عامًا. تم تأكيد وفاته رسميًا من قبل الفاتيكان، وأُعلن على الفور بدء تقليد قديم يُعرف باسم "نوفندييليز"، وهو طقس حداد يمتد لتسعة أيام يلي وفاة البابا.

مع دق أجراس كاتدرائية القديس بطرس وتعليق الأعلام السوداء على جدران القصر الرسولي، دخل الكرسي الرسولي فترة تأمل عميق واحترام شعائري. إن طقوس الحداد لمدة 9 أيام لا تمثل فقط وداعًا للبابا فرنسيس، بل تجسّد أيضًا الاستمرارية الروحية والنظام المقدس داخل الكنيسة الكاثوليكية.


إرث البابا فرنسيس

وُلد البابا فرنسيس باسم خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين، وكان أول بابا من الأمريكيتين، وأول بابا من الرهبنة اليسوعية. ومنذ انتخابه عام 2013، قاد الكنيسة نحو إصلاحات جذرية ركزت على الشفافية، والتعامل مع فضائح الاعتداء، وتعزيز الحوار بين الأديان، والدفاع عن الفقراء والمهمشين.

نال إعجاب الملايين بسبب مواقفه التقدمية في قضايا تغير المناخ، والعدالة الاجتماعية، والشمولية. وقد ترك تأثيرًا كبيرًا من خلال رسائله البابوية مثل "كن مسبّحًا Laudato Si’" و*"جميعنا إخوة Fratelli Tutti"*، التي أعادت تشكيل الصوت العالمي للفاتيكان. وعلى الرغم من تدهور صحته في سنواته الأخيرة، استمر في إلقاء عظاته ونقل رسائل الأمل والرحمة والسلام.


ما هو "نوفندييليز"؟ شرح طقس الحداد التساعي

نوڤندييليز (Novemdiales) هو تقليد مقدس ورمزي يُتّبع عند وفاة البابا. هذا الطقس، الذي يمتد لقرون، يتكوّن من تسعة أيام متتالية من الحداد والصلوات والقداسات والتأملات، ويُختتم بالتحضير لمرحلة جديدة في قيادة الكنيسة.

أبرز محطات الطقس:

  • اليوم الأول: الإعلان الرسمي وقرع الأجراس

    • يُنكس علم الفاتيكان.

    • تُقرع أجراس الكنائس في روما والعالم الكاثوليكي.

    • يجتمع الكرادلة للصلاة الأولى ومناقشة الخطوات التمهيدية لاختيار البابا الجديد.

  • اليومان الثاني حتى الثامن: قداسات يومية ومراسم عامة

    • يُعرض جثمان البابا فرنسيس في كاتدرائية القديس بطرس ليتسنى للمؤمنين توديعه.

    • تُقام قداسات يومية يترأسها الكرادلة الكبار.

    • تُتلى صلوات خاصة من أجل راحة روحه ووحدة الكنيسة.

  • اليوم التاسع: قداس الجنَّاز الأخير

    • يحضره قادة العالم، ورجال الدين، والدبلوماسيون، وممثلو الديانات الأخرى.

    • يُوارى الجثمان الثرى في سرداب الفاتيكان، تحت كاتدرائية القديس بطرس.

هذا الطقس الرمزي العميق يُعدّ فرصة لتكريم إرث البابا الراحل، ولتهيئة الكنيسة لمرحلة الكونكلاف البابوي، حيث يجتمع الكرادلة لانتخاب خليفة جديد.


مشاهد من الفاتيكان: العالم يودّع قائده الروحي

اجتمع عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس، وامتزجت الصلوات الصامتة بالتراتيل المليئة بالدموع. ورفرفت أعلام الدول الكاثوليكية في نسيم الربيع، وأضاءت الشموع التي أشعلها الحجاج الساحة مع غروب الشمس. ومن بوينس آيرس إلى مانيلا، ومن نيروبي إلى روما، أقيمت الصلوات والاحتفالات لتكريم البابا الذي شكّل رمزًا حيًا للإيمان.

أُقيمت قداسات خاصة حول العالم، ونعى الزعماء البابا بكلمات مؤثرة. فقد عبّر رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا، والرؤساء والملوك حول العالم عن بالغ حزنهم، وأكدوا على تأثير البابا فرنسيس كقائد روحي ومدافع عن الإنسانية.


صدى عالمي: ردود الأفعال والتأملات

أعربت المجتمعات الدينية، وزعماء الأديان، والسياسيون في جميع أنحاء العالم عن حزنهم وتعازيهم:

  • أثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على التزامه بكرامة الإنسان والدفاع عن اللاجئين.

  • وصفه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأنه "أخ في الإيمان والإنسانية".

  • أصدرت المؤسسات اليهودية والبروتستانتية والأرثوذكسية والعلمانية بيانات تنعي فيها شخصية البابا فرنسيس وجهوده في الحوار بين الأديان.

وأفاد الفاتيكان أن أكثر من مليوني زائر من المتوقع أن يحضروا مراسم الحداد، لتكون من أكبر التجمعات الدينية في القرن الحادي والعشرين.


المرحلة القادمة: التحضير للكونكلاف البابوي

بعد انتهاء طقوس نوڤندييليز، سيجتمع مجمع الكرادلة (136 كاردينالًا تحت سن الـ80) في كنيسة السيستين لبدء عملية انتخاب البابا الجديد.

ومن بين الأسماء التي تتكرر في التوقعات:

  • الكاردينال ماتيو زوبي من بولونيا – معروف بدعواته للسلام والمصالحة.

  • الكاردينال بيتر توركسون من غانا – يمثل أملاً في بابوية أكثر تنوعًا.

  • الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي من الفلبين – يتمتع بشعبية وكاريزما قوية.


دفن البابا فرنسيس ومثواه الأخير

أكد الفاتيكان أن البابا فرنسيس سيوارى الثرى في سرداب الفاتيكان، تحت كاتدرائية القديس بطرس، إلى جانب البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتوس السادس عشر. وسُينقش على ضريحه:
"Franciscus PP. I – 1936–2025".

وسيكون قبره بسيطًا، كما عاش، في انسجام مع تواضعه وروحه الإنسانية.


لحظة وحدة في عالم منقسم

تأتي وفاة البابا فرنسيس في وقت يعاني فيه العالم من أزمات وصراعات. وكان صوته صوتًا للسلام في زمن الانقسام. واليوم، يرى كثيرون في هذه اللحظة دعوة عالمية للعودة إلى قيم الرحمة، والحوار، والقيادة الأخلاقية.

إن طقوس الحداد ليست فقط وداعًا للبابا، بل دعوة إلى التأمل والتجديد الروحي.


كلمات أخيرة: بابا الناس

من احتضان المعاقين إلى غسل أقدام السجناء، ذكّرنا البابا فرنسيس دائمًا بأن رسالة الكنيسة هي الخدمة، لا السلطة. وقد ترك وراءه إرثًا من التواضع والانفتاح والشجاعة.

وفي عظته الأخيرة بعيد الفصح، قال:
"المحبة تنتصر على الموت، والرحمة تشفي الجراح، والأمل يجدّد رحلتنا."

تلك الكلمات الآن تتردد في قلوب مليارات البشر.


فقرة ختامية محسّنة لتحسين ظهور الموقع في محركات البحث (SEO)

إن وفاة البابا فرنسيس وبدء تقليد الحداد لمدة تسعة أيام في الفاتيكان يمثل لحظة محورية في التاريخ الديني الحديث. وبينما يتابع العالم طقوس نوڤندييليز، تتوجه الأنظار إلى الفاتيكان، ومجمع الكرادلة، والكونكلاف البابوي المنتظر. وتُعدّ كلمات مثل "وفاة البابا فرنسيس"، "تقاليد الحداد في الفاتيكان"، "الكونكلاف البابوي 2025"، "من سيكون البابا القادم"، "طقوس الفاتيكان"، "أخبار الكنيسة الكاثوليكية 2025" من أكثر الكلمات المفتاحية بحثًا حاليًا، مما يجعل هذا الحدث محورًا لتغطية إعلامية وروحية واسعة. تابعوا موقعنا للحصول على آخر المستجدات، والتحليلات المتعمقة، وتغطية حصرية لأحد أهم التحولات الدينية في عصرنا.