
لا ظهور لـ "الوجه المبتسم" في السماء عند فجر يوم الجمعة — إليكم ما حدث بالفعل
كان الإنترنت يعجّ بالتوقعات. الفلكيون، وهواة التنجيم، والفضوليون من محبّي الفجر، جميعهم دوّنوا هذا الموعد في تقاويمهم: حدث سماوي نادر كان من المفترض أن يظهر فجر يوم الجمعة 25 أبريل 2025 — "وجه مبتسم" في السماء.
لكن مع بزوغ الفجر وارتفاع الضوء في الأفق، وعيون الملايين ترقب السماء وكاميراتهم جاهزة... لم يرَ أحد شيئًا. لا ابتسامة كونية، لا تشكيل كواكبي على هيئة وجه، فقط الألوان المعتادة للفجر: البرتقالي الناعم، البنفسجي، والأزرق. وخيبة أمل واضحة على وجوه المراقبين على الأرض.
فما الذي حدث لحدث "الوجه المبتسم" المنتظر؟ هل كانت خدعة؟ أم خطأ في الحسابات؟ أم أن الكون قرر ببساطة أن يحتفظ بابتسامته لنفسه؟
دعونا نغوص في التفاصيل العلمية، والتوقعات، وحقيقة هذه الإشاعة التي اجتاحت الإنترنت، ولنناقش أيضًا ظاهرة الشائعات الفلكية وعلاقتنا النفسية بالكون.
بداية الشائعة: من أين انطلقت القصة؟
بدأت فكرة "الوجه المبتسم" في السماء كإشاعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وتويتر. انتشرت منشورات تدّعي أن القمر، الزهرة، والمشتري سيصطفون فجر الجمعة لتشكيل وجه يبتسم في السماء.
حتى أن البعض نشر صورًا معدلة رقميًا (أو مولدة بالذكاء الاصطناعي) تظهر التشكيل المبتسم — هلال القمر يمثل الفم، وكوكبي الزهرة والمشتري كالعينين. الصور انتشرت كالنار في الهشيم. وبدأت بعض وسائل الإعلام بتغطية الحدث، أحيانًا بحذر، وأحيانًا بحماس.
لكن العلماء سارعوا إلى تصحيح هذه المزاعم.
تحذيرات علماء الفلك: "هذا الحدث لن يحدث"
بدأت المؤسسات الفلكية المرموقة وخبراء الفضاء بنشر توضيحات في وقت مبكر من الأسبوع.
كما أصدرت منصة SkyWatch.org، المتخصصة في التعليم الفلكي، بيانًا الأربعاء أكدت فيه أن كوكبي الزهرة والمشتري سيكونان مرئيين بالفعل صباحًا، لكن موقعهما لا يسمح بتكوين وجه أو أي شكل مشابه.
فكيف انتشرت الإشاعة رغم كل ذلك؟
قوة الشائعات السماوية في عصر الإنترنت
الإنترنت يعشق القصص السماوية الساحرة. سواء كانت "قمر الدم"، "حلقة النار"، أو "محاذاة نادرة"، فإن فكرة وقوع حدث كوني مدهش وجميل تجذب المخيلة — والنقرات أيضًا.
لكن العديد من هذه القصص لا تستند إلى أي أساس علمي. بعضها يعيد تداول أحداث قديمة وكأنها جديدة (حدث "الوجه المبتسم" الحقيقي وقع بالفعل في نوفمبر 2008 في بعض مناطق العالم)، وبعضها الآخر ملفّق بالكامل باستخدام أدوات التعديل أو تقاويم فلكية غير دقيقة.
وفي حالة "ابتسامة أبريل 2025"، يبدو أن الأمر كان خليطًا من الحنين وسوء الفهم.
ماذا كان في السماء فعلًا صباح الجمعة؟
بالنسبة لمن استيقظ باكرًا وخرج ليراقب، لم تكن السماء خالية تمامًا. فقد كانت الزهرة تتلألأ بوضوح في الشرق. وكان القمر في مرحلة الهلال المتناقص منخفضًا على الأفق. كما أمكن رؤية المشتري خافتًا في بعض المناطق.
لكن هل شكّلت هذه الأجرام ابتسامة ما؟
الإجابة: لا.
كانت المسافات بين الكواكب كبيرة جدًا، والقمر في موقع منخفض لا يتماشى مع تكوين أي وجه. ومن الناحية الفلكية، لم يكن هناك زاوية مشاهدة من أي نقطة على الأرض تسمح برؤية هذا التشكيل.
لماذا نحب أن "تبتسم" لنا السماء؟
رغم خيبة الأمل، فإن ردود الفعل تكشف عن أمر أعمق في النفس البشرية: نريد أن نتواصل مع الكون.
ننظر إلى النجوم ونرى فيها أنماطًا — أبراجًا، أشكالًا، رموزًا. نسمي المجموعات النجمية بأسماء حيوانات وآلهة. نبحث عن دلائل في الكسوف والخسوف. إشاعة "الوجه المبتسم" قد تكون كاذبة، لكنها أثارت حماسة حقيقية. وفي بعض النواحي، هذا بحد ذاته له مغزى.
المشاعر بعد الفجر: بين الإحباط والتأمل
وسائل التواصل امتلأت بالتعليقات صباح الجمعة. بعض الأشخاص كانوا غاضبين فعلًا لأن السماء "خذلتهم". آخرون تعاملوا مع الأمر بسخرية، وكتبوا منشورات مثل: "استيقظت الساعة 5 صباحًا من أجل الغيوم؟" و"السماء عملت لي بلوك".
لكن البعض اتخذ موقفًا تأمليًا.
هل يمكن أن نرى "وجهًا مبتسمًا" في المستقبل؟
نعم — في ظروف فلكية معينة.
حدث مشابه حصل فعلًا في الأول من ديسمبر 2008، وكان مرئيًا بوضوح في نصف الكرة الجنوبي، خاصة في أستراليا والفلبين. في ذلك اليوم، شكّلت الزهرة والمشتري قوسًا فوق الهلال، وكان المشهد يشبه وجهًا يبتسم.
ويتوقع علماء الفلك إمكانية تكرار هذا الحدث في منتصف ثلاثينيات هذا القرن، لكن هذه الأمور تعتمد على الحسابات المدارية الدقيقة وظروف الرؤية في كل منطقة.
كيف تتحقق من الأحداث الفلكية قبل أن تضبط المنبه؟
إذا أردت التحقق من صحة أي حدث فلكي مستقبلي، يمكنك الاعتماد على هذه المصادر الموثوقة:
-
شبكة السماء الليلية التابعة لناسا
-
مجلة Sky & Telescope
-
تطبيق وموقع Heavens Above
-
برنامج Stellarium المجاني لرصد السماء
-
النوادي الفلكية المحلية أو القباب السماوية
وتذكر: لا تصدق كل ما يُنشر على الإنترنت، خاصة إذا لم يكن هناك مصدر علمي موثوق يدعمه.
الدرس المستفاد: حين نُسقط مشاعرنا على السماء
في زمن تهيمن فيه أدوات الذكاء الاصطناعي، والعناوين المضللة، والمحتوى الفيروسي، تذكرنا قصة "الوجه المبتسم" بأهمية التحقق. لكنها أيضًا تذكرنا أن الناس لا يزالون يهتمون — بالفضاء، بالعجائب، وبما يربطنا بما هو أبعد من شاشاتنا.
وهذا بحد ذاته شيء جميل.
فالسماء، سواء ابتسمت أم لا، تستحق أن نرفع أعيننا نحوها.
خاتمة: استمر في النظر إلى السماء
ربما لم نحصل على ابتسامة كونية هذا الأسبوع. لكن السماء منحتنا شيئًا أعمق — فرصة لنخرج من روتيننا، ونقف في سكون الصباح، ونشعر بعظمة الكون.
قد لا نرى ابتسامات فوق رؤوسنا دائمًا، لكن ربما الابتسامة الحقيقية هي التي نشعر بها حين نرفع أعيننا ونتأمل.
فقرة تعزيز السيو (SEO) مع كلمات مفتاحية عالية الترتيب:
كُتبت هذه المقالة لتوضيح الحقيقة الكاملة وراء إشاعة "الوجه المبتسم في السماء" التي انتشرت يوم 25 أبريل 2025 — والتي اتضح أنها مجرد شائعة فلكية لا أساس لها من الصحة. وبينما لم يحدث هذا التشكيل الكوني، فقد كشفت الضجة حوله عن اهتمام الجمهور الشديد برصد السماء، والأساطير الفلكية، ومحاذاة الكواكب. لمتابعة آخر التحديثات الفلكية، مواعيد الأحداث السماوية، ومعلومات دقيقة عن خسوف القمر، كسوف الشمس، زخات الشهب، والمحاذاة الكوكبية، تابع مدونتنا الفلكية المتجددة. نحن هنا لنقدّم لك كل جديد في عالم الفضاء، أخبار الفلك، ونصائح الرصد في السماء ليلاً.
هل ترغب في ترجمة هذه المدونة إلى لغات أخرى مثل الهندية أو الصينية؟ أو ترغب بصورة مخصصة ترافق المقال؟ يسعدني مساعدتك!