
الإمارات توقع اتفاقية لإنشاء مستشفى ومركز لغسيل الكلى في تشاد
إنجاز إنساني: تعاون إماراتي-تشادي لإنشاء بنية صحية منقذة للحياة
في خطوة إنسانية رائدة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالعمل الخيري الدولي، وقعت الإمارات رسميًا اتفاقية مع جمهورية تشاد لإنشاء مستشفى حديث ومركز متخصص لغسيل الكلى في قلب الدولة الإفريقية. وتم توقيع الاتفاق في 17 أبريل 2025، ما يعكس التزام الإمارات بتعزيز البنية التحتية الصحية في المناطق الأقل نمواً، ويعزز مكانتها كدولة رائدة في العمل الإنساني على مستوى العالم.
وأقيمت مراسم التوقيع في أبوظبي، بحضور كبار المسؤولين من البلدين، من بينهم ممثلون عن وزارة الخارجية الإماراتية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومسؤولون من الحكومة التشادية. وتشكل هذه الاتفاقية محطة فارقة في العلاقات الثنائية، وتبرز دور الإمارات الفعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا.
خطوة استراتيجية لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة
تواجه تشاد، الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، تحديات كبيرة في قطاع الصحة. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع معدلات الوفيات، والنقص الحاد في الكوادر الطبية، وقلة المراكز الصحية المتخصصة. وتزايدت معدلات الإصابة بأمراض الكلى، خصوصًا مرض القصور الكلوي المزمن، في ظل نقص فادح في مراكز الغسيل الكلوي، والتي غالبًا ما تتركز في العاصمة نجامينا فقط.
ومن خلال إنشاء مستشفى حديث مزود بمركز لغسيل الكلى، تهدف الإمارات إلى تخفيف معاناة الآلاف من المواطنين التشاديين، الذين لا تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى العلاج. ومن المتوقع أن يخدم هذا المركز أكثر من 500 مريض بغسيل الكلى خلال عامه الأول، ويقدم الرعاية الصحية العامة لأكثر من 30,000 شخص سنويًا.
المستشفى: بنية تحتية متقدمة وخدمات شاملة
سيتم إنشاء المستشفى في مدينة "موندو" الاستراتيجية، وسيشمل:
-
100 سرير للمرضى الداخليين
-
قسم طوارئ يعمل على مدار الساعة
-
وحدات للجراحة والولادة
-
أجهزة تصوير وتشخيص متطورة
-
صيدلية مركزية وخدمات دوائية
-
وحدات متنقلة لتقديم الرعاية في القرى والمناطق الريفية
وسيُعتمد هذا المستشفى كمركز تدريب للكوادر الطبية التشادية بالتعاون مع جامعات ومؤسسات طبية في الإمارات، لتوفير برامج تدريبية عبر الإنترنت وأخرى مباشرة.
مركز غسيل الكلى: مرفق منقذ للحياة
سيعمل مركز غسيل الكلى كمرفق مستقل تابع للمستشفى، ويشمل:
-
20 جهازًا لغسيل الكلى
-
ثلاث فترات علاج يوميًا
-
عيادة خارجية لأمراض الكلى
-
خدمات دعم غذائي ونفسي للمرضى
-
شراكات بحثية مع معاهد طب الكلى في المنطقة
وتعود أسباب القصور الكلوي في تشاد إلى التهابات غير معالجة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، ومياه الشرب الملوثة. وسيؤدي هذا المركز إلى خفض معدل الوفيات الناتج عن الفشل الكلوي بنسبة تفوق 40% في جنوب تشاد خلال أول خمس سنوات من تشغيله.
تمكين المرأة والطفل من خلال الرعاية الصحية
تعد النساء والأطفال من الفئات الأكثر تضررًا في تشاد. فمعدلات وفيات الأمهات عند الولادة مرتفعة جدًا، كما أن غياب خدمات الرعاية قبل الولادة يؤدي إلى نسب مرتفعة في وفيات الأطفال حديثي الولادة. وسيوفر قسم الولادة بالمستشفى خدمات الرعاية السابقة للولادة، والولادة الآمنة، والعناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى برامج توعوية للأمهات.
وينسجم هذا المشروع مع رؤية الإمارات في تمكين النساء حول العالم عبر ضمان وصولهن إلى خدمات صحية عالية الجودة وفرص متكافئة للعيش الكريم.
دبلوماسية إنسانية: بناء جسور عبر المساعدات
يُعد مشروع إنشاء المستشفى ومركز غسيل الكلى جزءًا من استراتيجية دبلوماسية أكبر للإمارات تعرف بـ "الدبلوماسية الإنسانية"، حيث تستخدم الإمارات المساعدات الإنسانية كوسيلة لتعزيز العلاقات الدولية وترسيخ الاستقرار الإقليمي.
وتُعد تشاد، التي تقع في منطقة مضطربة صحيًا وأمنيًا، شريكًا محوريًا في الاستراتيجية الإماراتية في أفريقيا. وسيكون هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به لمشاريع مشابهة في دول مجاورة مثل النيجر والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى.
الاستدامة والأثر طويل الأجل
ما يميز هذا المشروع هو تركيزه على الاستدامة. فالمستشفى سيُزود جزئيًا بالطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على شبكة الكهرباء غير المستقرة، وتقليل انبعاثات الكربون.
كما سيتم بناء نظام لتنقية المياه في الموقع لخدمة المستشفى والمجتمع المحلي، وسيتم توظيف مهندسين وعمال محليين في عمليات البناء والصيانة، بما يضمن استفادة المجتمع اقتصاديًا.
ويتضمن المشروع خطة لتسليم إدارة المستشفى تدريجيًا إلى السلطات المحلية خلال عشر سنوات، مع استمرار الدعم الإماراتي في مجال التدريب والإشراف.
رسالة أمل إلى أفريقيا
قالت الدكتورة مريم الجابر، المتحدثة باسم قطاع الشؤون الإنسانية الإماراتي، خلال توقيع الاتفاقية:
"هذا المستشفى ليس مجرد بناء، بل هو منارة أمل. نحن نبني أكثر من جدران وغرف، نحن نبني مستقبلًا، نعيد كرامة، وننقذ أرواحًا. شعب تشاد يستحق الرعاية الصحية، والإمارات تقف إلى جانبهم."
وأشاد الرئيس محمد إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد بموقف الإمارات، واصفًا الاتفاقية بـ "التحول التاريخي في قطاع الصحة في تشاد"، وأكد أنها تمثل بداية صداقة طويلة الأمد بين البلدين.
إشادة دولية وترحيب عالمي
قوبلت الاتفاقية بين الإمارات وتشاد بترحيب دولي واسع. فقد أعربت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن دعمهما للمبادرة، مؤكدين أهمية الشراكات الدولية في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاه.
وأشادت الاتحاد الأفريقي بالمبادرة الإماراتية، واعتبرتها نموذجًا لـ "المساعدات الذكية" التي تحقق أثرًا حقيقيًا ومستدامًا على الأرض.
ماذا بعد؟
من المقرر أن تبدأ أعمال البناء في يوليو 2025، على أن يتم افتتاح المستشفى ومركز غسيل الكلى بحلول منتصف 2027. وستتولى لجنة مشتركة بين الإمارات وتشاد الإشراف الكامل على المشروع لضمان الشفافية والجودة ومشاركة المجتمع.
وفي الوقت ذاته، سيتم إطلاق حملات توعية في تشاد للتثقيف حول أمراض الكلى، وأهمية الفحوصات المبكرة، وخيارات العلاج المتاحة.
خاتمة: هدية الحياة وإرث من الرحمة
في عالم تهيمن عليه التحديات، تأتي هذه الاتفاقية بين الإمارات وتشاد كرسالة إنسانية بليغة: الرحمة لا تعرف حدودًا. إنها ليست مجرد مشروع طبي، بل هي خطوة نحو بناء عالم أكثر عدالة وإنسانية. إنها دعوة للتضامن، ودليل على أن الدول الغنية تستطيع بالفعل أن تغير الواقع للأفضل عبر خطوات مدروسة.
ومع استمرار الإمارات في تصدير نموذجها الفريد في الدبلوماسية الصحية والعمل الإنساني، تبرز هذه الاتفاقية كرمز للريادة، وكجسر للتعاون العابر للقارات.
فقرة ختامية لتحسين محركات البحث (SEO):
تُعد الاتفاقية بين الإمارات وتشاد لبناء مستشفى ومركز لغسيل الكلى مبادرة إنسانية رائدة تستجيب لحاجة صحية ملحة في أفريقيا. وتبرز هذه الخطوة التزام الإمارات بالتنمية المستدامة، والشراكات الدولية، والمساعدات الطبية الفعالة. ولتحسين ظهور هذه المدونة على محركات البحث، تشمل الكلمات المفتاحية: مشاريع صحية إماراتية، بناء مستشفى في تشاد، غسيل الكلى في أفريقيا، اتفاقيات الصحة الدولية، المساعدات الإنسانية الإماراتية في أفريقيا، البنية التحتية الطبية المستدامة، شراكات الإمارات مع أفريقيا، التنمية الصحية في تشاد، دعم الإمارات لقطاع الصحة العالمي.
هل ترغب أن أترجمها أيضًا إلى اللغة الهندية أو الصينية؟