
أغلى تغريدة في التاريخ: تأثير بقيمة 380 مليار دولار
في عالم الاتصالات الرقمية السريعة، يمكن للكلمات أن تشعل الثورات، وتشكل الأسواق المالية، وتغيّر مسار الصناعات بالكامل. لكن في صباح عادي من يونيو 2025، تسببت تغريدة واحدة في زلزال مالي، إذ أدت إلى خسارة ما يقارب 380 مليار دولار من القيمة السوقية العالمية خلال ساعات فقط. مرحبًا بك في قصة أغلى تغريدة في التاريخ، حيث تسببت 280 حرفًا فقط في إعادة تشكيل الاقتصاد، وزعزعة الثقة في المؤثرين الرقميين، وإعادة التفكير في مستقبل حرية التعبير على الإنترنت.
التغريدة التي هزّت العالم
بدأ كل شيء الساعة 8:42 صباحًا بتوقيت غرينتش، حين غرّد رائد الأعمال التكنولوجي والمستثمر الملياردير ناثان كيسلر، المعروف بتأثيره الكبير ومتابعيه بالملايين، قائلًا:
"الذكاء الاصطناعي خرج عن السيطرة. فشل تنظيمي واضح يؤدي إلى اتجاهات سوقية لا رجعة فيها. سأسحب جميع استثماراتي المتعلقة بالذكاء الاصطناعي حتى إشعار آخر."
رغم أن التغريدة كانت قصيرة، فإنها حملت دلالات هائلة. وبفضل متابعين يزيدون عن 120 مليون شخص، وبما له من سمعة قوية في التنبؤ بالسوق، انتشرت التغريدة كالنار في الهشيم. خلال دقائق، بدأت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في الانهيار. شركات مثل NeuralCore وSynthwave Dynamics وOmnivista فقدت ما بين 10% إلى 20% من قيمتها السوقية قبل حتى أن يتم تعليق التداول. مؤشر ناسداك التكنولوجي انخفض بنسبة 7.8% في يوم واحد—وهو أكبر تراجع منذ انهيار جائحة كوفيد-19 في 2020.
النتائج الفورية: مليارات ضاعت في دقائق
الكلمات المستخدمة في التغريدة أشارت إلى انهيار وشيك وفشل تنظيمي. استجاب المستثمرون المؤسسيون برد فعل تلقائي. حتى صناديق التحوط التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أطلقت أوامر بيع بسبب خوارزميات تحليل المشاعر. وسرعان ما عمّ الذعر الأسواق.
بحلول الظهر، تم مسح أكثر من 380 مليار دولار من القيمة السوقية العالمية. وامتد الأثر خارج أسهم التكنولوجيا، ليشمل القطاعات المالية والأسواق الدولية وحتى السلع الأساسية، نتيجة للغموض وعدم اليقين.
أطلق المحللون في بلومبيرغ ورويترز على الظاهرة اسم "تأثير كيسلر" أو "Kessler Cascade".
لماذا كانت هذه التغريدة شديدة التأثير؟
يمكن تفسير التأثير الهائل للتغريدة بعدة عوامل:
1. تأثير كيسلر الشخصي
كيسلر ليس مجرد رجل أعمال تكنولوجي—بل يُعد بمثابة "حكيم رقمي". معروف باستثماراته المبكرة في البلوكتشين، وتوقعه لانهيار الميتافيرس في 2022، ورؤيته المستقبلية في الحوسبة الكمّية. تحظى كلماته بثقة كبيرة لدرجة أن بعض المتداولين يبرمجون خوارزمياتهم لتقلّد تحركاته.
2. توقيت النشر
تم نشر التغريدة في وقت التداول المسبق في الولايات المتحدة، وهو وقت تهيمن فيه الخوارزميات على التداولات. هذا زاد من التأثير قبل أن يتمكن المحللون أو وسائل الإعلام من التدخل أو التوضيح.
3. المحتوى واللغة
استخدمت التغريدة لغة قوية مثل "خرج عن السيطرة" و"لا رجعة فيه"، ما أثار مشاعر الخوف. ولم يتم ذكر شركة معينة، بل تم تعميم الخطر على كامل قطاع الذكاء الاصطناعي، مما زاد من الهلع.
4. غياب التوضيح السريع
على غير عادته، لم يُصدر كيسلر أي توضيح لمدة 4 ساعات. هذا الصمت الرقمي زاد من الارتباك وأدى إلى خسائر فادحة قبل أن يصدر لاحقًا توضيحًا بأن ما قصده كان "الدعوة للحذر، وليس الهلع".
حرية التعبير الرقمية وتأثيرها في الواقع
أعادت هذه الحادثة النقاش القديم المتجدد حول قوة التعبير الرقمي، والمساءلة، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الأسواق. كما أثارت المقارنة مع تغريدات إيلون ماسك في العقد الماضي.
البعض وصف التغريدة بأنها غير مسؤولة. وآخرون دافعوا عن حق كيسلر في التعبير عن رأيه. بدأت هيئات الرقابة، مثل هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC)، تحقيقًا في مدى مخالفة التغريدة لقانون التواصل المالي الحديث لعام 2024.
تدخل الجهات التنظيمية
في اليوم التالي، بدأت كل من هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) وهيئة الأسواق الأوروبية (ESMA) تحقيقات. ورغم أنه لم يُعثر على نية تلاعب واضحة، فإن التأثير الضخم للتغريدة دفع إلى إعادة تقييم ضوابط التعبير المالي في العصر الرقمي.
من ضمن المقترحات:
-
بروتوكولات التأثير المالي الموثوقة (VFIP): نظام لمراجعة المنشورات المؤثرة قبل نشرها.
-
فترات تأخير قبل النشر: تأخير بسيط قبل نشر تغريدات يمكن أن تؤثر على السوق.
-
تقييمات الثقة الرقمية: تقييم عام لموثوقية وتأثير الحسابات المؤثرة في السوق.
الخسائر الكبرى ومحاولات التعافي
خسرت شركة NeuralCore وحدها أكثر من 68 مليار دولار من قيمتها السوقية، رغم إعلانها عن أرباح قياسية قبل أيام فقط. وقالت الرئيسة التنفيذية مونيكا رييس: "لقد كانت تسونامي رقمي بسبب تغريدة واحدة."
تراجعت شركة Synthwave Dynamics عن خطط إدراجها في البورصة. أما الشركات الناشئة، فقد تعرضت لشلل كامل، مع تسريح موظفين وتجميد تمويلات.
استغرق التعافي وقتًا. وبنهاية يونيو، استعادت الأسواق حوالي 80% من خسائرها، لكن الخوف ظل قائمًا، واستثمارات الذكاء الاصطناعي تراجعت بنسبة 23% في ذلك الربع.
ما الذي تغيّر للمؤثرين وقادة الرأي؟
هذا الحدث غير قواعد اللعبة. فبينما تبقى حرية التعبير قيمة أساسية، فإن التأثير الفعلي للتغريدات من شخصيات كبيرة يفرض مسؤوليات جديدة.
توقع ما يلي:
-
قوانين شفافية للمؤثرين: إلزام المؤثرين بالكشف عن استثماراتهم قبل التصريح العلني.
-
أدوات تحقق ذكية: استخدام أدوات ذكاء اصطناعي لفحص المنشورات قبل النشر.
-
تحول في سلوك المستثمرين: الاعتماد أكثر على التحليل الأساسي، وأقل على تأثير وسائل التواصل.
الجانب النفسي للذعر السوقي
تحدث علماء النفس الاقتصادي بعد الحادثة عن قابلية الأسواق للاستجابة العاطفية. هذا مثال واضح على "التحيز السلوكي"، حيث تُتخذ القرارات بناءً على الخوف لا المنطق.
لم يكن تأثير التغريدة في عدد المتابعين فقط، بل في اليقين الذي عكسه أسلوب كيسلر، ما جعل الناس يصدقون الأسوأ فورًا.
ماذا قال كيسلر لاحقًا؟
في نفس الليلة، كتب كيسلر سلسلة تغريدات قال فيها:
"كان اليوم صعبًا. لم يكن قصدي نشر الذعر، بل تسليط الضوء على مشكلة خطيرة. لا زلت مؤمنًا بالابتكار، لكن الابتكار المسؤول. أعتذر عن النتائج غير المقصودة."
ردود الفعل تراوحت بين التفهم والغضب. بعض المستثمرين والمؤسسات بدأوا في رفع دعاوى قضائية.
الدروس المستفادة من أغلى تغريدة في التاريخ
سيتم دراسة هذه الحادثة في كليات الاقتصاد والقانون لسنوات قادمة. إنها تذكرة قوية بأن الكلمات—وخاصةً من المؤثرين الرقميين—تحمل ثقلًا لا يُستهان به.
أهم الدروس:
-
التأثير غير الخاضع للتنظيم يمثل خطرًا كبيرًا.
-
الأسواق هشة أكثر مما نتخيل.
-
الشفافية الفورية باتت ضرورة.
-
لا غنى عن الحُكم البشري في عصر الذكاء الاصطناعي.
في عصر المعلومات، التغريدة ليست مجرد منشور... إنها حدث عالمي محتمل. وقد يكون ثمنها 380 مليار دولار.
الفقرة الختامية (تحسين محركات البحث - SEO)
قصة أغلى تغريدة في التاريخ تُظهر التأثير العميق لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسواق المالية. مع تسارع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التداول، وزيادة قوة المؤثرين الرقميين، تصبح الحاجة ملحة لفهم العلاقة بين التعبير الرقمي، وتنظيم الأسواق، ومحاسبة المؤثرين، وسلوك المستثمرين. هذه الحادثة تدفعنا لإعادة التفكير في مستقبل الحوكمة الرقمية، وضرورة تطوير أدوات الشفافية والرقابة في الاقتصاد الرقمي، لضمان بيئة مالية عادلة ومستقرة.