
تعليم توسّع محفظتها التعليمية من خلال الاستحواذ على مجموعة "كيدز فيرست"
في خطوة تحوّلية تُعد نقطة تحول رئيسية في قطاع التعليم الخاص بالمنطقة، أعلنت شركة تعليم القابضة (ش.م.ع)، إحدى أكبر مزودي التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن استحواذها الاستراتيجي على مجموعة كيدز فيرست (Kids First Group). يؤكد هذا الاستحواذ التزام "تعليم" بتوسيع وتنويع محفظتها التعليمية، وتعزيز وجودها في مجال التعليم المبكر، وتوسيع تأثيرها في سوق التعليم في دول الخليج العربي. واعتباراً من 20 يونيو 2025، أثار هذا التطور موجة من الحماس والنقاش الاستراتيجي داخل المجتمع التعليمي، معلناً بداية حقبة جديدة من التميّز الأكاديمي والابتكار في التعليم المبكر.
رؤية استراتيجية نحو التوسّع التعليمي
يتماشى استحواذ "تعليم" على "كيدز فيرست" مع استراتيجيتها طويلة الأجل للنمو، والتي لا تركز فقط على زيادة حصتها السوقية في قطاع التعليم الممتاز من الروضة حتى الصف الثاني عشر (K-12)، بل تهدف أيضاً إلى دخول مجال التنمية المبكرة للطفولة والتعليم ما قبل المدرسي — وهما قطاعان يشهدان طلبًا متزايدًا في الإمارات والمنطقة المجاورة. ومن خلال دمج شبكة كيدز فيرست، التي تشمل أكثر من 20 حضانة ومركزاً تعليمياً تحت علامات تجارية مرموقة مثل حضانة ريدوود مونتيسوري، وحضانة الواحة للأطفال، وحضانة أوديسي، تنشئ "تعليم" نموذجًا تعليمياً متكاملاً رأسياً يمتد من مرحلة الطفولة المبكرة حتى التخرج من المدرسة الثانوية.
تُصبح "تعليم" من خلال هذه الخطوة مزودًا شاملاً للتعليم، تقدّم رحلة تعليمية متكاملة وعالية الجودة للأطفال من عمر 0 إلى 18 عامًا. وتلبي بذلك الطلب المتزايد من أولياء الأمور على توفير مسار أكاديمي سلس يضمن استمرارية وتناسق جودة التعليم على مدى المراحل التعليمية المختلفة.
من هي مجموعة كيدز فيرست؟
تأسست مجموعة "كيدز فيرست" قبل أكثر من عقد، وكانت رائدة في قطاع التعليم المبكر في الإمارات، حيث تقدم خدماتها للأطفال من عمر 45 يومًا حتى 6 سنوات. وتتمحور رؤيتها حول رعاية العقول الصغيرة من خلال أساليب مونتيسوري التعليمية، وممارسات ريغيو إميليا، ونهج التعلم القائم على اللعب والتخصيص. ومن خلال فروعها المنتشرة في دبي، أبوظبي، والشارقة، أثبتت المجموعة نفسها كأحد أبرز اللاعبين في سوق الحضانة في دولة الإمارات، حيث تشتهر ببيئاتها الآمنة والداعمة، وكوادرها التعليمية المؤهلة من خلفيات دولية متنوعة.
ومن خلال استحواذها على كيدز فيرست، لا تحصل "تعليم" على بنية تحتية فحسب، بل تكتسب أيضًا خبرة واسعة في التعليم المبكر، نماذج مناهج مبتكرة، وقاعدة عملاء وفية. وبالتالي، فإن هذا الاستحواذ ليس مجرد صفقة عقارية بل هو شراكة ذات قيمة مضافة تهدف إلى تحسين نتائج التعليم، دعم أولياء الأمور العاملين، وتعزيز نظام التعليم في الإمارات.
استجابة للتغيرات في السوق
يأتي هذا الاستحواذ في وقت يشهد فيه قطاع الحضانة والتعليم المبكر في دولة الإمارات طلبًا غير مسبوق. ومع مواصلة الدولة جهودها لتصبح مركزًا عالميًا للتعليم — بدعم من مبادرات حكومية مثل رؤية الإمارات 2071 وإصلاحات هيئة المعرفة والتنمية البشرية (KHDA) — فإن قطاع التعليم الخاص يشهد تحولاً سريعًا. وقد أصبح أولياء الأمور اليوم أكثر وعيًا وحرصًا على اختيار مؤسسات تعليمية تقدّم تعليمًا شاملاً وتنمية متكاملة ومهارات مستقبلية.
واستثمار "تعليم" في مجموعة كيدز فيرست يلبّي هذه الاحتياجات المتطورة في السوق. حيث توحّد هذه الشراكة أفضل الممارسات التعليمية الحديثة، ومرافق متطورة، وبرامج تدريب معلمين قوية ضمن كيان مؤسسي واحد، ما يؤدي إلى تقديم تعليم أكثر كفاءة وتأثيرًا لفئات سكانية متنوعة، تشمل الأسر الوافدة، العائلات الإماراتية، والمقيمين الدوليين.
وجهات نظر القيادة
في مؤتمر صحفي مشترك عُقد في دبي، أكد الرئيس التنفيذي لشركة تعليم، آلان ويليامسون، أهمية هذا الاستحواذ. وقال: "يسعدنا أن نرحب بمجموعة كيدز فيرست ضمن عائلة تعليم. فهذه ليست مجرد خطوة تجارية، بل هي تقدم نحو تحقيق رسالتنا في تقديم تعليم عالمي المستوى لكل متعلم في كل مرحلة من مراحل تطوره. إن سجل كيدز فيرست القوي في التعليم المبكر يُكمل تميزنا في التعليم K-12، ويتيح لنا تقديم تجربة تعليمية متكاملة قائمة على الابتكار، التعاطف، والشمولية."
ومن جهتها، عبّرت الرئيسة التنفيذية لمجموعة كيدز فيرست عن ثقتها في هذه الشراكة، مشيرة إلى أن الانضمام إلى تعليم سيوفّر موارد أكبر، وإمكانية الوصول إلى أبحاث وتطوير تعليمي، وفرصًا مهنية متقدمة للمعلمين العاملين في المجموعة.
فرص جديدة وآفاق واسعة
من الناحية التجارية، يفتح هذا الاستحواذ المجال أمام العديد من الفرص التوسعية، حيث تمكّن "تعليم" من:
-
تحقيق وفورات الحجم في التدريب، وتطوير المناهج، والبنية التحتية.
-
التسويق المشترك للخدمات بين مدارس التعليم العام ومراكز الحضانة.
-
تطوير برامج انتقالية سلسة من الحضانة إلى المدرسة الابتدائية.
-
التوسّع في دول الخليج العربي والشرق الأوسط، خاصة في المناطق الحضرية والناشئة.
كما سيستفيد فريق عمل "كيدز فيرست" من أنظمة "تعليم" الإدارية، بما في ذلك الشؤون المالية، والتسويق، والامتثال التنظيمي، وإدارة الموارد البشرية، مما سيُعزز كفاءة التشغيل وقابلية التوسع.
تأثير إيجابي على أولياء الأمور والمجتمع
بالنسبة للعائلات المسجّلة بالفعل في حضانات كيدز فيرست، يعدهم هذا الاستحواذ بـ تحسين في جودة المناهج التعليمية، وتوفير خيارات أكثر للأنشطة اللاصفية، والوصول إلى شبكة أكاديمية وخريجين أوسع. كما يمكن للآباء توقّع مزيد من الشفافية في نتائج تعلم الأطفال، وتوفير أدوات رقمية لمتابعة التقدم الأكاديمي، وتجربة عملاء محسّنة بشكل عام.
كما ستشهد مبادرات التفاعل المجتمعي تحسينًا من خلال برامج مشاركة أولياء الأمور، ومبادرات الصحة النفسية والبدنية، وأنشطة بناء المجتمع بما يتماشى مع فلسفة تعليم الشاملة للطفل والأسرة.
التحول الرقمي وتكامل التكنولوجيا التعليمية
من أكثر جوانب هذا الاستحواذ إثارة هو الإمكانية الكبيرة لدمج الابتكار الرقمي. فقد استثمرت "تعليم" بشكل كبير في حلول التعليم الذكي، مثل منصات التعلم التكيفي، وأنظمة تتبع التقدم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والفصول الافتراضية. ومن خلال إدخال هذه التكنولوجيا على مستوى الحضانة، يمكن لـ "تعليم" أن تضمن تعلمًا رقميًا مبكرًا دون التأثير على بيئة التعلم العملية التي تميز مرحلة الطفولة المبكرة.
وبدمج أفضل ما في التعليم التقليدي مع أدوات التعلم الحديثة، تقدم "تعليم" و"كيدز فيرست" نموذجًا تعليميًا متطورًا يركز على الطفل ويعزز مهارات التفكير النقدي، الذكاء العاطفي، والمهارات الاجتماعية من المراحل الأولى للنمو.
نظرة مستقبلية: تغيير قواعد اللعبة في المنطقة
إن استحواذ "تعليم" على مجموعة "كيدز فيرست" لا يمثل مجرد توسّع، بل هو تطور استراتيجي. فهو يعكس استعداد الشركة لقيادة السوق في وقت يتزايد فيه التركيز على الجودة والابتكار. ويسهم دمج التعليم المبكر في منظومة "تعليم" في تعزيز القيمة المضافة للمستثمرين، وأولياء الأمور، والمعلمين، وصناع القرار.
كما تمثل هذه الخطوة سابقة في قطاع التعليم الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تلهم جهات أخرى في القطاع لإعادة النظر في استراتيجياتها. ومع التوجه المتزايد نحو التعليم الشامل، والتعلم مدى الحياة، ورفاهية الطلاب، من المتوقع أن يُحفّز هذا القرار موجة جديدة من الاندماجات والابتكار في قطاع التعليم الإقليمي.
الختام
مع حلول يونيو 2025، يُعتبر استحواذ "تعليم" على مجموعة "كيدز فيرست" نقطة تحول كبرى في مسيرة التميّز التعليمي في دولة الإمارات. وهو يُجسد مقاربة إنسانية ومتمحورة حول الطالب، تُعلي من أهمية تلبية الاحتياجات الفردية لكل متعلم مع تقديم حلول تعليمية قابلة للتوسع ومدعومة بالبيانات.
وسيكون الأثر بعيد المدى: من الأطفال الذين يتعلمون الأرقام لأول مرة، إلى المراهقين الذين يستعدون للجامعات العالمية، إلى أولياء الأمور الذين يبحثون عن مزوّد موثوق يرافق رحلة أبنائهم التعليمية من البداية إلى التخرج. فهذا الاندماج لا يجمع المؤسسات فحسب، بل يوحّد الرؤى والرسائل، ويُشكل خطوة قوية نحو مستقبل تعليمي أكثر شمولاً وابتكاراً وإلهاماً.
فقرة تحسين محركات البحث (SEO)
يُعد استحواذ "تعليم" على مجموعة "كيدز فيرست" خطوة استراتيجية تُعزز مكانتها كمزود رائد في مجال التعليم في الإمارات، مما يقوي وجودها في تعليم الطفولة المبكرة، وأفضل الحضانات في دبي، والمدارس الدولية المتميزة في دول الخليج. ومن خلال دمج برامج حضانات مونتيسوري، ومراكز تعليم مبكر ذات جودة عالية، ومناهج دولية للأطفال، ترسي "تعليم" معايير جديدة في سوق التعليم الخاص في الإمارات. ويعكس هذا التوسع الطلب المتزايد على مسارات تعليمية شاملة، وتعليم مبكر عالي الجودة، ومدارس رقمية متكاملة. ويجد أولياء الأمور الباحثون عن أفضل حضانات في الإمارات، أو أرقى المدارس الدولية في دبي، أو مؤسسات تعليمية تقدم برامج شاملة، في "تعليم" الخيار الأمثل، مما يعزز مكانتها كاسم موثوق في مجال التعليم الخاص في الشرق الأوسط.
هل تود نسخة PDF من هذه المدونة؟