في 14 يونيو 2025، قام إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، بتحريك الزناد: أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة "X" عن تفعيل خدمة الإنترنت اللاسلكي عبر أقمار ستارلينك في إيران، قائلاً بجملة جهورية: "The beams are on" ("الشعاع مُنير"). جاءت هذه الخطوة استجابة مباشرة لقرار السلطات الإيرانية فرض قيود واسعة على الإنترنت إثر الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، ووسط انقطاع شبه كامل في الاتصالات التقليدية.

خلفية وسبب التفعيل

طبقت وزارة الاتصالات الإيرانية "قيودًا مؤقتة" على الإنترنت بـ14 يونيو 2025، من أجل السيطرة على تدفق المعلومات، وذلك عقب الضربات الإسرائيلية. في هذا المناخ المتوتر، تدخل ماسك سريعًا، مستغلاً البنية الفضائية العالمية لمنظومة ستارلينك، والتي تعتمد على أقمار صناعية في مدار أرضي منخفض، لتقديم إنترنت عالي السرعة ومنخفض التأخير لسكان إيران، دون الاعتماد على شبكات أرضية قابلة للانقطاع أو الرقابة instagram.com+3jpost.com+3financialexpress.com+3.

من الجدير بالذكر أن ستارلينك لم تكن مدرجة رسميًا ضمن مناطق تغطيتها الحالية، لكن قدرتها التقنية على الوصول لأي مكان يُشكّل انعطافًا جذريًا في مفهوم حرية المعلومات .

كيف يعمل ستارلينك؟

تتألّف المنظومة من آلاف الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض (LEO)، تتواصل مباشرة مع هوائيات أرضية صغيرة تُثبت على أسطح المباني أو المنازل، وبينها خوادم فضائية ترتبط بشبكة الإنترنت العالمية بسرعة تُقارب 50–150 ميغابت/ثانية وتأخير زمني (Latency) قدره 20–40 مللي ثانية، أحيانًا أفضل en.wikipedia.org. هذا جعلها مثالية للتغطية أثناء الكوارث أو الانقطاعات الحكومية أو في المناطق النائية.

تنفيذ التفعيل داخل إيران

لم يصدر إعلان رسمي من الداخل الإيراني حول عملية التفعيل، لكن مراقبين ومستخدمين لاحظوا تزايدًا في عمليات استخدمت هوائيات ستارلينك بديلة—مثل نقل معدات عبر الحدود وبيعها في السوق السوداء، بينما يتم تفعيل الخدمة عبر أوامر من ماسك أو تشغيل تلقائي من النظام نفسه .

بإمكان مستخدم ستارلينك ببساطة تركيب طبق صغير وتوجيهه نحو السماء، ثم فعله عبر تطبيق مرتبط بحساب شخصي، دون الحاجة لإذن حكومي، ما يجعله وسيلة قوية لمواجهة الانقطاعات الحكومية.

الأهمية السياسية وحرية التعبير

تأتي هذه الخطوة ضمن سياق عالمي متصاعد حول استخدام ماسك لخدمة ستارلينك لدعم حرية الإنترنت في مناطق الأزمات. مسبقًا، يوفر ستارلينك الإنترنت لمدنيين في أوكرانيا أثناء الحرب، وفي غزة خلال أزمة طبية. تفعيله في إيران يأتي في اللحظة المناسبة لإعطاء الإيرانيين فرصة الوصول إلى الأخبار والصوتيات الخارجية، وكسر العزلة الرقمية التي افتعلتها الدولة .

وقد وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منبرا منتقدًا للنظام الإيراني، داعيًا الإيرانيين إلى الوقوف أمام حكمهم، والتواصل من دون رقابة أو تلاحق .

التحديات التقنية والقانونية

رغم فاعلية ستارلينك، تواجهه عقبات لا تُستهان بها:

• وصول المعدات: منع صارم وتجريم لبيع أو إدخال أجهزة إلى إيران عبر الحدود.

• القمع الداخلي: إحراق أو مصادرة محطات استقبال من قبل الحرس الثوري أو الأمن.

• العقوبات الدولية: تحديات مالية في الدفع بسبب القيود على البنوك الإيرانية.

• التشويش الوجاهي: تغييم مكثف على الترددات أو محاولات للحجب رغم موقعه الفضائي time.com.

مستقبل ترجمة الأقمار الفضائية للإنترنت في العالم

هذه المبادرة تكشف قوة الإنترنت الفضائي في كسر قيود الفضاء القومي على الاتصال الحرّ. تحاكي سابقاتها من شركات، لكن ستارلينك يمتلك القدرة الأكبر بفضل أعداد الأقمار الكبيرة، وزمن الاستجابة المنخفض، والتغطية الواسعة جدًا.

رغم المخاطر المحتملة، فإن هذه المبادرة تمثل تحولًا مهمًا في تعزيز السطوة الرقمية للمواطنين، وتقويض البنى النفطية والمعلوماتية للأنظمة الاستبدادية.

خلاصة

بفعله الأطلنطي لمزودة ستارلينك في إيران يوم 14 يونيو 2025، قدّم إيلون ماسك وعودًا جديدة بحجم الإنترنت الفضائي: لا رقابة نهائية، ولا انقطاع دائم عن الاتصال الحر، ولا قدرة لنفوذ الدولة على كسر التواصل الاجتماعي والإنساني. إنها خطوة استراتيجية في حرب المعلومات وتقنية تجعل كل فرد قادرًا على سماع صوته بقوة وحرية.