
بركان كِيلاويا في هاواي يثور للمرة الخامسة والعشرين منذ ديسمبر، مما يثير مخاوف بشأن الآثار الصحية المحتملة
لا تزال تضاريس الجزيرة الكبيرة في هاواي تتشكل بفعل أحد أنشط البراكين على وجه الأرض. ففي 13 يونيو 2025، ثار بركان كِيلاويا للمرة الخامسة والعشرين منذ ديسمبر 2024، مطلقًا أعمدة من الرماد والغازات البركانية في السماء، مما أثار مجددًا قلق المجتمعات المحلية والعلماء ومسؤولي الصحة العامة. تؤكد هذه الثوران الأخيرة ليس فقط على القوة الهائلة للأنظمة الجيولوجية للأرض، بل أيضًا على الحاجة المتزايدة لمعالجة الآثار الصحية والبيئية للنشاط البركاني المستمر.
قوة لا تلين: 25 ثورانًا متتاليًا
فاجأ النشاط الشديد الحالي لبركان كِيلاويا الكثيرين، بما فيهم علماء البراكين المخضرمين الذين راقبوا هذا البركان لعقود. وعلى الرغم من أن للبركان تاريخ طويل من الثورانات، فإن وتيرة وشدة النشاط منذ ديسمبر 2024 تُعد غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.
بدأ الثوران الخامس والعشرون في ساعات الصباح الأولى بسلسلة من الزلازل الصغيرة، وهي علامة معروفة على قرب حدوث ثوران في المنطقة. وخلال دقائق، تشققت الأرض في منطقة الشق الشرقي، مطلقة نوافير من الحمم البركانية بلغ ارتفاعها أكثر من 30 مترًا. وبحلول الظهيرة، كانت تدفقات الحمم قد غمرت أجزاءً من الغابات القريبة واقتربت بشكل خطير من الطريق السريع 130، الذي يُعد طريقًا حيويًا للنقل المحلي وعمليات الإجلاء المحتملة.
أصدر مرصد البراكين في هاواي (HVO) تحذيرًا أحمر للطيران، ودعا السكان في المناطق المتأثرة إلى الاستعداد لاحتمال الإخلاء. كما تسببت الثورانات في إصدار تحذيرات بشأن جودة الهواء في عدة مقاطعات نتيجة لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، والرماد البركاني، والجسيمات الدقيقة (PM2.5).
اختبار صمود المجتمع المحلي
اعتادت المجتمعات على جزيرة هاواي الكبيرة على وجود بركان كِيلاويا، لكن النشاط البركاني المتواصل وضع ضغطًا هائلًا على خدمات الطوارئ، ونظام الرعاية الصحية، والصحة النفسية للسكان المحليين. أُجبرت العديد من العائلات على النزوح عدة مرات خلال الأشهر الستة الماضية، غالبًا دون سابق إنذار.
تم إنشاء ملاجئ مؤقتة في المراكز المجتمعية والمدارس، بينما تعمل الجمعيات الخيرية والبرامج الحكومية على توفير الغذاء والمياه النظيفة والكمامات للتقليل من تأثير "الضباب البركاني" المعروف باسم "الفوغ" (vog)، والذي لا يزال يغطي مناطق واسعة.
مخاطر صحية متزايدة
رغم أن تدفقات الحمم البركانية والانهيارات مثيرة بصريًا، إلا أن الآثار الصحية الأقل وضوحًا لثورانات كِيلاويا أصبحت مصدر قلق متزايد. فالتعرض المستمر لغاز ثاني أكسيد الكبريت وغيره من الغازات البركانية يزيد من تفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. الأطفال، وكبار السن، والمرضى هم الأكثر عرضة للتأثر.
تشير محطات مراقبة جودة الهواء في أنحاء الجزيرة إلى أن مستويات SO₂ تجاوزت الحدود الآمنة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، وأحيانًا تستمر لعدة أيام. ويمكن أن يؤدي هذا التعرض المطوّل إلى مشاكل تنفسية مزمنة، وضعف في الجهاز المناعي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
أثر بيئي واقتصادي
تسببت الثورانات المستمرة في أضرار بيئية جسيمة. فقد التهمت الحمم البركانية آلاف الأفدنة من الغابات والأراضي الزراعية، مما أدى إلى تهجير الحياة البرية وتدمير النظم البيئية. كما أن الانبعاث المستمر للغازات البركانية يسهم في تكون الأمطار الحمضية، مما يضر بجودة التربة ويؤثر سلبًا على مصادر المياه العذبة.
كما تأثر قطاع السياحة، وهو أحد أعمدة الاقتصاد في هاواي. فبينما تجذب بعض السياح المغامرين لمشاهدة الثورانات، فقد ألغى الكثيرون خطط السفر بسبب المخاطر وسوء جودة الهواء. وأفادت الشركات المحلية، خصوصًا في المناطق المعتمدة على السياحة مثل "قرية البركان" و"باهوا"، بتراجع حاد في الإيرادات.
جهود علمية واستعدادات طارئة
كثّفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) ووكالة إدارة الطوارئ في هاواي (HI-EMA) جهودهما للتنبؤ بالثورانات وتنسيق الاستجابة السريعة. ويعتمد العلماء حاليًا على التعلم الآلي وتحليلات البيانات في الوقت الفعلي لتحسين نماذج التنبؤ، بينما تعمل السلطات على تحسين طرق الإخلاء وتوزيع إرشادات السلامة المحدّثة.
وقد أطلقت جامعة هاواي بالتعاون مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تطبيقًا جديدًا يسمح للمستخدمين بتتبع اتجاه تدفق الحمم، ومؤشرات جودة الهواء (AQI)، والنشاط الزلزالي مباشرة. وقد تجاوز عدد تحميلات التطبيق 100,000 منذ إطلاقه مطلع عام 2025.
قدسية ثقافية وروحية
من المهم أن نتذكر أن بركان كِيلاويا يحمل أهمية ثقافية وروحية عميقة للسكان الأصليين في هاواي. ووفقًا للمعتقدات التقليدية، فإن البركان هو موطن الإلهة "بيليه"، إلهة النار والخلق. وبالنسبة لكثير من السكان، لا تُعتبر الثورانات مجرد كوارث طبيعية، بل تجليات لقوة إلهية يجب احترامها وفهمها.
أصبحت الطقوس والأدعية أكثر شيوعًا في المناطق المتأثرة، مما يمنح المجتمعات المحلية العزاء والقوة في مواجهة هذا التحدي.
دعوة للعمل: ماذا بعد؟
مع استمرار نشاط كِيلاويا، تتزايد الدعوات لتوفير دعم اتحادي أكبر، وتعزيز البنية التحتية الصحية، ووضع برامج نقل سكني مستدامة للأسر الأكثر عرضة للخطر. ويدعو النشطاء إلى أن يوسع الكونغرس الأمريكي تمويله لمشاريع الإغاثة من الكوارث، وخدمات الصحة النفسية، والمبادرات المعنية بالصمود في مواجهة التغيرات المناخية.
وعلى المدى الطويل، يحذر العلماء من أن الاحترار العالمي والتغيرات في الضغوط الجيولوجية قد تزيد من احتمال تكرار النشاط البركاني في المناطق الساخنة مثل هاواي. وقد تصبح أحداث مثل هذه على جزيرة هاواي مثالًا تحذيريًا لمناطق أخرى تفتقر إلى الاستعداد اللازم لمواجهة الكوارث الطبيعية.
شعب هاواي يتمتع بصمود فريد. فارتباطهم العميق بالأرض يمنحهم القوة في مواجهة المصاعب. ولكن لا بد من أن يقترن هذا الصمود بالاستعداد، والدعم، والابتكار من أجل التغلب على ما قد يكون عصرًا جديدًا من التغيرات الجيولوجية.
خاتمة
إن الثوران الخامس والعشرين لبركان كِيلاويا منذ ديسمبر 2024 يُعد تذكيرًا صارخًا بأن جزيرة هاواي الكبيرة تخضع لقوى أرضية عميقة لا يمكن التنبؤ بها. وبينما تبهر صور الحمم المتدفقة الجماهير حول العالم، لا يمكن التغاضي عن التكلفة الإنسانية المتمثلة في القلق، والنزوح، وتدهور الصحة العامة. ومع تطورات هذه الأزمة، لا بد من أن يتحد العلماء وصناع القرار والمجتمعات لمواجهة التحدي، ليس فقط بالإعجاب، بل بالفعل.
فقرة تحسين محركات البحث (SEO) لتعزيز ظهور الموقع
للباحثين عن آخر مستجدات ثوران بركان كِيلاويا، أو المهتمين بـنشاط البراكين في هاواي 2025، أو الباحثين عن معلومات حول الآثار الصحية للثورانات البركانية، يقدم هذا المقال تقريرًا شاملاً ومحدثًا عن الأزمة الحالية. من خلال تغطيته لـثوران كِيلاويا الخامس والعشرين، وتحليله لـالأثر البيئي، وتسليطه الضوء على تحذيرات جودة الهواء في هاواي، وتفصيله لاستجابة المجتمع المحلي، يُعد هذا المقال مرجعًا مهمًا لمن يتابعون الكوارث الطبيعية في هاواي، وتنبيهات تدفق الحمم البركانية، ومخاطر الصحة العامة الناتجة عن البراكين. تابع مدونتنا للحصول على تحديثات مباشرة عن بركان كِيلاويا، ونصائح للاستعداد، وتحليلات من الخبراء.
هل ترغب في إصدار مختصر للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي أو نسخة بصيغة رسالة إخبارية عبر البريد الإلكتروني؟ يسعدني مساعدتك!