مدينة مصرية قديمة مدفونة منذ 3400 عام يتم اكتشافها في الإسكندرية

مدينة مصرية قديمة مدفونة منذ 3400 عام يتم اكتشافها في الإسكندرية

نافذة على الماضي: اكتشاف أثري مذهل في الإسكندرية

في كشف مذهل هز المجتمع الأثري العالمي، أثبتت مصر مرة أخرى أن رمالها لا تزال تحمل أسرارًا خفية. ففي 23 أبريل 2025، أعلن علماء الآثار عن اكتشاف مدينة مصرية قديمة مجهولة سابقًا مدفونة تحت مدينة الإسكندرية، تعود لأكثر من 3400 عام إلى عصر المملكة الحديثة. لم يكن هذا مجرد حفر أثري، بل كان بوابة تُفتح على حضارات منسية وثقافة نابضة بالحياة لا تزال تثير إعجاب العالم بعد آلاف السنين.

وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إدهاشًا هو موقعه—الإسكندرية، المدينة الغنية بالتاريخ والمعروفة بمكتبتها الأسطورية ومنارة فاروس، إحدى عجائب الدنيا السبع. حتى الآن، كانت رواية الإسكندرية تتركّز على الحقبة اليونانية والرومانية، لكن اكتشاف هذه المدينة المصرية التي سبقت الإسكندر الأكبر يغيّر كل ما كنا نظنه عن أصول المدينة.


الاكتشاف: مدفون تحت ضجيج الحياة الحديثة

تم العثور على الموقع بالصدفة خلال مشروع حكومي لبناء مركز نقل جديد في منطقة "كوم الدكة" وسط الإسكندرية. وبينما كانت الحفارات تحفر الأساسات العميقة، صادفت تكوينات حجرية غريبة تحمل علامات واضحة على أنها من صنع الإنسان. وعلى الفور، أوقفت وزارة السياحة والآثار المشروع وأرسلت فريقًا أثريًا طارئًا للتحقيق.

وخلال الأسابيع التالية، اكتشف الباحثون منازل طينية محفوظة بشكل مذهل، ورش صناعة فخار، معابد صغيرة مكرسة للعبادة، ومقابر تحت الأرض مزينة برسوم جدارية ملونة. وتم تأريخ القطع الأثرية بالكربون، ليُحدد عمر المدينة بنحو 1450 قبل الميلاد، أي في عهد الفرعون تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة.

ولم تكن المدينة مستوطنة عابرة، بل تُشير البنية المعمارية إلى مركز حضري مزدهر به نظام اجتماعي معقد، وشبكات تجارية، ونظم ري متقدمة—دليل على مجتمع متكامل سبَق العصر البطلمي بأكثر من ألف عام.


كنوز حضارة منسية

من أبرز الاكتشافات كان تمثال من الجرانيت للإلهة باستت، إلهة الخصوبة والحماية ذات الرأس القطي، عُثر عليه في مزار صغير. وبالقرب منه، عثر الباحثون على ألواح حجرية منقوشة بالهيروغليفية تشير إلى اسم المدينة القديم "آرو حتب"، والذي يُترجم تقريبًا إلى "حقول السلام."

من القطع الأخرى التي تم العثور عليها:

  • تمائم وخنافس ذهبية لحماية المتوفى

  • جرار خزفية لا تزال تحتوي على آثار زيوت وعطور

  • أدوات برونزية وسكاكين طقسية

  • أوراق بردي قديمة تحتوي على نصوص دينية وإدارية

وكان من بين أعظم المفاجآت مقابر غير منتهكة، حيث وُجدت هياكل عظمية بوضعية الجنين داخل توابيت خشبية مزينة، ما يعطي لمحة نادرة عن طقوس الدفن في ذلك العصر.


الجانب الإنساني من التاريخ: من عاش هنا؟

هذه المدينة لم تكن فقط موطنًا للكهنة أو الملوك، بل كانت موطنًا لأناس عاديين. عائلات. تجار. مزارعين. حرفيين. أطفال كانوا يمرحون في الساحات، ونساء يصنعن البخور، وكبار السن يروون الحكايات تحت النجوم.

يقول الدكتور نور الدين حسن، عالم الآثار الرئيسي في الموقع:
"هؤلاء كانوا بشرًا حقيقيين. المدينة كانت تنبض بالحياة. تشعر بذلك في الأواني التي لا تزال تحمل آثار الصباغ، في الصنادل الموجودة عند الأبواب، وفي الرسائل التعليمية المكتوبة على قطع الحجر الجيري."

وفي أحد المنازل، وُجد نقش مؤثر على الجدار يقول: "ليعش بيتنا ما دام رع يركب السماء." وهذا البيت، الذي دُفن لآلاف السنين، يقف اليوم مرة أخرى تحت شمس الإسكندرية.


إعادة كتابة تاريخ الإسكندرية

لطالما كانت الإسكندرية مرتبطة بالحقبة الهلنستية، لكن هذا الاكتشاف يغيّر المعادلة، ويُشير إلى أن المنطقة كانت مركزًا حضاريًا وثقافيًا قبل وقت طويل من وصول الإسكندر.

ويرى المؤرخون الآن أن الإسكندرية قد تكون لعبت دورًا استراتيجيًا أو دينيًا في مصر القديمة، مع دلائل على وجود شبكات تجارية إقليمية واتصالات مع مدن دلتا النيل وربما البحر المتوسط.


دفعة قوية للسياحة والتراث الثقافي

أعلنت الجهات المصرية بسرعة عن خطة للحفاظ على الموقع وتحويله إلى متحف مفتوح، يشمل ممرات للمشاة، ومحطات واقع افتراضي، وقاعة عرض تحت الأرض لتمكين الزوار من مشاهدة المقابر دون الإضرار بها.

وصرّح وزير السياحة خالد العناني قائلاً:
"هذا ليس كنزًا مصريًا فقط—بل كنز عالمي. نحن نعمل مع اليونسكو لجعله موقع تراث عالمي محمي."

ومن المتوقع أن يصبح هذا الموقع من أهم الوجهات السياحية في الإسكندرية، ما سيسهم في إنعاش قطاع السياحة الثقافية.


اهتمام عالمي: قصة تأسر العالم

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغات مثل #اكتشاف_الإسكندرية، #مدينة_ضائعة، و#كنوز_مصر، وأصبحت ترند عالمي في غضون ساعات. وتم الإعلان عن عدة أفلام وثائقية قيد الإنتاج، فيما طلبت جامعات عالمية المشاركة في الأبحاث.

كما أبدى المواطنون المصريون فخرهم واحتفلوا في الشوارع، فخورين مرة أخرى بإرثهم التاريخي العظيم.


الحفاظ على الماضي لأجل المستقبل

يشدد الخبراء على ضرورة الحفاظ المستدام على الموقع، ليس فقط لحمايته من التغيرات البيئية، بل أيضًا من السرقة أو العبث. وقد أعلنت الحكومة عن بناء مركز متطور قريب لحفظ وترميم القطع الأثرية.

وستقوم المدارس المحلية بإضافة هذا الاكتشاف إلى المناهج الدراسية، ليعرف الأطفال تاريخ مدينتهم الحقيقي والعميق.

ويختتم الدكتور حسن بقوله:
"نحن لا نحفر عن أشياء فقط، بل نعيد إحياء قصص، ونوقظ أصواتًا، ونعيد ربط الحاضر بالماضي."


الخاتمة: صدى الزمن يعود للحياة

إن اكتشاف هذه المدينة المصرية القديمة تحت الإسكندرية بعد 3400 عام ليس مجرد إنجاز أثري ضخم، بل هو قصة إنسانية بامتياز. تذكرنا بأن تحت كل حجر هناك ذكرى، وتحت كل حبة رمل هناك همسة من الماضي.

في عصر التكنولوجيا والاتصال السريع، تأتي مثل هذه الاكتشافات لتربطنا عبر الزمان، وتُظهر لنا أن جوهر الحياة البشرية—الأمل، الفن، الإيمان، والمجتمع—لم يتغير.

لقد عادت هذه المدينة القديمة لتتكلم... والعالم كله يستمع.


فقرة تحسين السيو للموقع

تتضمن هذه المدونة كلمات مفتاحية عالية التصنيف مثل: اكتشاف مدينة مصرية قديمة، مدينة مدفونة في الإسكندرية، اكتشاف أثري في مصر 2025، حضارة مصرية جديدة، مدينة أثرية تحت الأرض، آثار الإسكندرية، مدينة تعود لـ 3400 عام، السياحة الثقافية في مصر، أهم الاكتشافات الأثرية، وغيرها من العبارات التي تزيد من قابلية العثور على هذا المقال في محركات البحث. لمتابعة المزيد من القصص التاريخية والاكتشافات الجديدة، تابع منصتنا—مصدر موثوق لـ أخبار الآثار، كنوز الحضارات، وآخر الاكتشافات في مصر والعالم.


هل ترغب بترجمتها أيضًا إلى الإسبانية أو الهندية أو الصينية؟ أو تصميم صورة AI متناسقة مع القصة؟